للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعند كل سماء يستفتح، فكل سماء لها أبواب وحُرَّاس من ملائكة الله، وكل ذلك من الغيب، لا نتصوره ولا ندرك حقائقه، فيستفتح جبريل ، فيقول له الملك الموكل بباب السماء: من؟ فيقول: جبريل. فيقول: ومن معك؟ فيقول: محمد . فيقول: وهل أرسل إليه؟ فيقول: نعم، فيقول: مرحبًا، ولَنِعم المجيء جاء، عند كل سماء يتجاوزها حتى بلغ سدرة المنتهى، وفرض الله عليه الصلوات الخمس (١).

وقال بعضهم: إنه كان منامًا! واحتجوا برواية شريك بن عبد الله ابن أبي نمر: «واستيقظ وهو في المسجد الحرام» (٢) وردَّ ذلك المحققون وقالوا: إن هذا وهم من شريك، وقد وهم في هذا الحديث في مواضع عدة (٣).

والقول بأن الإسراء والمعراج كان منامًا قول باطل ليس بشيء، فلو قال الرسول لقريش: إني رأيت في المنام، لم يكذبوه؛ لأنه أمر عادي يحصل لآحاد الناس.

ونُسب إلى عائشة ومعاوية (٤) أن الإسراء والمعراج كان بروحه دون جسده. وهو رأي عندي غير مقبول، ويَرِدُ عليه ما يَرِد على القول بأنه كان منامًا، فإذا كان جسده باقيًا عندهم فلا يكون بينه


(١) حديث الإسراء روي في الصحيحين في مواضع من رواية عدد من الصحابة منها: البخاري (٣٢٠٧) ومسلم (١٦٤) من حديث مالك بن صعصعة .
(٢) البخاري (٧٥١٧) من روايته عن أنس .
(٣) انظر: صحيح مسلم (١٦٢)، وزاد المعاد ٣/ ٤٢، وتفسير ابن كثير ٥/ ٧، وفتح الباري ١٣/ ٤٨٥.
(٤) ذكره الطبري في تفسيره ١٤/ ٤٤٥ ونقضه، وانظر: زاد المعاد ٣/ ٤٠.

<<  <   >  >>