للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والآخر أسود مُرْبَادًّا كالكوز مُجَخِّيًا، لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا إلا ما أُشرب من هواه» (١).

وقد دلت النصوص على أن القلوب ثلاثة أقسام (٢):

- قلب حي سليم، وهو قلب المؤمن.

- وقلب ميت، وهو قلب الكافر.

- وقلب مريض، فيه مادة حياة، ومادة موت، أي: فيه صحة ومرض، وهو لما غلب عليه منهما.

واقرأ ما ذكر ابن القيم في «اجتماع الجيوش الإسلامية» في مثل النور في قلب المؤمن (٣)، واقرأ كلامه على قوله تعالى: ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ﴾ [النور: ٣٥] في «الوابل الصيب» (٤)؛ فقد أجاد في الكلام عليها وأحسن.

وقوله: «من هو منوَّر قلبه من أولياء الله»، فكل ولي لله فهو منوَّر القلب، وكل منوَّر للقلب فهو ولي لله، وولاية الله تقوم على الإيمان والتقوى، والإيمان والتقوى لا يكونان إلا بالعلم.

إذًا؛ فولي الله هو الذي نور الله قلبه بالعلم والإيمان، وظهر أثر ذلك على جوارحه بالتقوى وبالأعمال الصالحة، ولذا قال المؤلف:


(١) رواه مسلم (١٤٤) من حديث حذيفة .
(٢) إغاثة اللهفان ١/ ٧.
(٣) ص ٣٩.
(٤) ص ١١٩.

<<  <   >  >>