للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تاريخ المسلمين: الدولة الأموية لها تاريخ وانتهت، ثم الدولة العباسية وانتهت، وهكذا غيرها.

وكذلك آجال مختصة بكل فرد مثل ما جاء في حديث ابن مسعود عن النبي : «ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله … » (١)، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلا﴾ [آل عمران: ١٤٥].

إذًا؛ بأي شيء يموت الإنسان؟

هو ميت بأجله، وفي الوقت المحدود، ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلا﴾ [آل عمران: ١٤٥]، فالمقتول ميت بأجله، هذا عند أهل السُّنَّة، خلافًا للمعتزلة، فإنهم يقولون: إن المقتول قد قطع القاتل عليه أجله، فيمكن أنه سيعيش مائة سنة لكن اعتدى عليه القاتل فقتله وهو ابن عشرين سنة فضيَّع عليه القاتل ثمانين سنة! (٢)

نعوذ بالله من الجهالة، والضلالة؛ بل المقتول ميت بأجله، والآجال جعل الله لانقضائها أسبابًا؛ فمن الناس من يموت بأسباب سماوية لا دخل لأحدٍ من الناس فيها، ومنها ما له تسببٌ من الناس؛ مثل المقتول، وكلٌّ في كتابٍ مبين، معلوم لرب العالمين، ﴿وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ﴾ [فاطر: ١١].


(١) رواه البخاري (٣٢٠٨)، ومسلم (٢٦٤٣) - واللفظ له -.
(٢) مجموع الفتاوى ٨/ ٥١٦.

<<  <   >  >>