وقوله:(وأكرم أولياء الله أطوعهم) أكرم أولياء الله عند الله هو: أطوعهم لله تعالى ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، (أطوعهم) أفعل تفضيل، أي: أكملهم طاعة وامتثالا للأوامر، واجتنابا للمنهيات.
وقوله:(وأتبعهم للقرآن) هذا من التنويع في التعبير؛ لأن من كان أطوع فهو أتبع، ومن كان أتبع فهو أطوع، ولا طاعة إلا باتباع القرآن، قال الله تعالى:((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)) [الحجرات: ١٣] فالمؤمنون متفاضلون تفاضلا لا يعلمه إلا الله، فالأنبياء بعضهم أفضل من بعض، والصديقون متفاضلون، والشهداء متفاضلون.
واتباع القرآن يكون بامتثال ما فيه من الأوامر، واجتاب ما فيه من المناهي، والإيمان بكل ما فيه من الأخبار مما يتعلق بالله وأسمائه وصفاته، أو بما كان وما سيكون، والله تعالى ذكر الاتباع في مواضع:((فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)) [طه: ١٢٣]، ((اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)) [الأعراف: ٣] فأمر الله باتباع القرآن، واتباع الرسول:((وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) [الأعراف: ١٥٨] فلا رأي لأحد مع ما جاء في القرآن، ولا رأي لأحد مع بيان الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ بل يجب أن يكون العبد تابعا لكتاب الله تعالى، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، لا يقدم عليهما هوىً ولا رأيا.