للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[إثبات الإرادة لله تعالى]]

قوله: (ولا يكون إلا ما يريد) فإنه تعالى {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [سورة البروج: ١٦]، وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، وهو رب كل شيء، وهو الخالق لكل شيء، فما شاء الله كونه لا بد أن يكون ((إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)) [النحل: ٤٠]، وما لم يشأ لا يكون أبدًا.

إذًا؛ كل ما يجري في الوجود من: حركات الأفلاك، وجريان النجوم، والشمس والقمر، وتقلب الليل والنهار، وأمواج البحار بمشيئة الله، وكل ما يقع من العباد، فما تلفظ ولا تحرك شفتيك إلا بمشيئة الله، ولا تفتح عينك إلا بمشيئة الله ولو شاء الله ما فتحت عينك.

(ولا يكون إلا ما يريد).

والإرادة هنا هي الإرادة الكونية الشاملة للوجود، ونقول: الإرادة الكونية؛ لأن الإرادة المضافة لله نوعان: إرادة كونية، وإرادة شرعية. (١)

فمن شواهد الإرادة الكونية: قوله تعالى: ((فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ) وقوله: ((وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ)) وقوله: ((فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)) وقوله: ((وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ))، وفي معناه المشيئة ((إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)) ((يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي


(١) مجموع الفتاوى ٨/ ١٨٨، والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ١١/ ٢٦٦، وشفاء العليل ص ٢٨٠.

<<  <   >  >>