للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[وصف الله تعالى بالخالق والبارئ قبل خلقه للخلق]]

(ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم «الخالق»، ولا بإحداث البرية استفاد اسم «البارئ» له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالق ولا مخلوق).

هو الخالق والخلّاق ولو لم يخلق، والخالق البارئ اسمان من أسمائه الحسنى التي سمى بها نفسه {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ}

و (الخَلق): يأتي بمعنى التقدير، وبمعنى الإيجاد.

و (البارئ): هو الذي يحدث الشيء من العدم إلى الوجود.

يقول: (له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالق ولا مخلوق) وهذه الجملة من جنس التي قبلها، فهو سبحانه موصوف بالربوبية، والخالقيّة، ولو لم يكن هناك مخلوق ولا مربوب، فليس مفتقرا في أسمائه وصفاته إلى خلقه.

قوله: (وكما أنه محيي الموتى بعد ما أحيا، استحق هذا الاسم قبل إحيائهم، كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم، ذلك بأنه على كل شيٍ قدير) كما أنه استحق الاسم (محيي الموتى) قبل إحياء الموتى، كذلك استحق اسم (الخالق) قبل إنشائهم.

وفي هذه العبارة: تدليل وتعليل وتفصيل لما تقدم من أنّ أسماءَه، وصفاته لا تتوقف على ما يخلقه أو ما يفعله، فهو تعالى مستحقٌ لوصفه بإحياء الموتى، وأنه يحيي ويميت قبل إحياء الموتى.

<<  <   >  >>