للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - أنه خاتم الأنبياء، وسيد المرسلين]]

قوله: (وإنه خاتم الأنبياء، وإمام الأتقياء، وسيد المرسلين)

أي الذي ختم به الأنبياء فلا نبي بعده، وقد دل على ذلك قوله سبحانه: ((ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النّبيّين) وقال تعالى: ((وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل)) فجميع الرسل، والأنبياء قد مضوا قبله، فلا نبي، ولا رسول بعده - صلى الله عليه وسلم -.

وقد دلت نصوصٌ كثيرة من السنة على أنه - صلى الله عليه وسلم - لا نبي بعده، فمن أسمائه - صلى الله عليه وسلم - العاقب وهو الذي جاء بعد الأنبياء، فلا نبي بعده. (١)

وفي حديث ثوبان - رضي الله عنه -: (إنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي) (٢)

وهذه قضيةٌ معلومةٌ من دين الإسلام بالضرورة ليس في ذلك اختلاف، ولا خفاء بل هو أمرٌ ظاهر مثل الشمس، ومن شك في أنه - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين فهو كافر، فضلا عن من يدّعي النبوة، أو يُصّدق مدعيها.

إذًا؛ فلا بد في شهادة أن محمدًا رسول الله من الإيمان بأنه خاتم الأنبياء.


(١) تقدم في ص ٨٤.
(٢) رواه أحمد ٥/ ٢٧٨، وأبو داود (٤٢٥٢) والترمذي (٢٢١٩) وصححه، ونحوه في البخاري (٣٦٠٩)، ومسلم في الفتن (١٥٧) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>