للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بنو وطني همُ ديني ... وديني همْ بنو وطني! (١)

هل سيجيب بهذا الكفر؟!

لن يجيب، بل سيقول: هاه هاه! لا أدري.

نعوذ بالله من فتنة القبر وعذاب القبر.

وقوله: (عن ربه ودينه ونبيه - صلى الله عليه وسلم - على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعن الصحابة رضوان الله عليهم).

هذا هو المعتمد، فإنما إثبتنا هذه الأمور الغيبية لورود الأخبار الصحيحة بها، فنؤمن بذلك تصديقا لله تعالى، ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، واتباعا لسلف هذه الأمة.

وقوله: (والقبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران) (٢). هذا تكميل للموضوع، وفيه إشارة إلى النعيم؛ لأنه في العبارة السابقة لم يقل: بعذاب القبر ونعيمه، ففي هذه الجملة تنبيه على النعيم، (والقبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران)، هذه أحوال الناس في القبر، منهم: من هو في نعيم وفي سرور، في روضة من رياض الجنة يأتيه من روحها وطيبها، كما يشاء الله سبحانه وتعالى على ما يليق بحال البرزخ؛ لأن الدور ثلاثة:

دار الدنيا، وهي: دار الابتلاء والعمل.

ودار البرزخ، وهي: ما بين الموت إلى البعث، وهي: محل عذاب القبر ونعيمه.


(١) هذه الأبيات للشاعر السوداني عبد الرحمن شوقي، ونشرت في جريدة القصيم، العدد الرابع، في جمادى الأولى عام ١٣٧٩ هـ، كذا أفادني الشيخ، وهذه الجريدة توقفت منذ زمن بعيد، ولم أجد هذا العدد.
(٢) هذا لفظ حديث رواه الترمذي (٢٤٦٠) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وضعفه العراقي في المغني ١/ ٤٦٨، والسخاوي في المقاصد الحسنة (٧٥٨).

<<  <   >  >>