للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ)) [الفتح: ١٨]؛ ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يدخلُ النارَ أحدٌ ممن بايع تحت الشجرة) (١).

والرافضة يبغضون العشرة إلا عليا - رضي الله عنه -، فهم يبغضون التسعة من العشرة، ومن حماقاتهم أنهم صاروا يكرهون رقم العشرة، ويتشاءمون به، ويتجنبونه مبالغة في بغض أولئك العشرة، مع أن العدد ليس متعلَقا لمدح ولا ذم، فقد يكون لمحمود ومذموم، وطرد هذا أن يبغض رقم تسعة بسبب التسعة الذين هم من قوم صالح ((وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ)) [النمل: ٤٨] أفيصح في عقل عاقل أن يهجر عدد التسعة، وأن يتشاءم به؛ من أجل أنه عدد أولئك الرهط؟!

هذه جهالة وحماقة، وهذه الحماقة من الرافضة ذكرها شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في أول منهاج أهل السنة، في معرض ذكر حماقات الرافضة وناقشها فقال: «بل اسم العشرة قد مدح الله مسماه في مواضع، كقوله تعالى في متعة الحج: {فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} [البقرة: ١٩٦] وقال تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: ١٤٢] وقال تعالى {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: ١ - ٢]» (٢) إلخ كلامه.


(١) انظر تخريج هذه الأحاديث في ص ٢١٩ و ٢٢٠ و ٣٥٧.
(٢) ١/ ٤٠.

<<  <   >  >>