للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا يمكن لأحد أن يتخيل قدره، فقد يخطر ببال الناس في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بعده: إن الساعة بعد مائة أو مائتين أو ثلاثمائة سنة، ولكن مضى الآن أربعة عشر قرنا من الزمن، ولا ندري ماذا بقي؛ فإن موعد قيام الساعة من الخمس التي استأثر الله بعلمها، فلا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل: ((ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً)) [الأعراف: ١٨٧].

ونص الإمام الطحاوي على أربع من هذه العلامات العشر: الدجال، ونزول المسيح، طلوع الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض، وهذه العلامات منها ما ذكر في القرآن نصا أو إشارة، فأما خروج الدابة، فقد قال تعالى: ((وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ)) [النمل: ٨٢].

وأما طلوع الشمس من مغربها فقد أشير إليها في قوله سبحانه: ((يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا)) [الأنعام: ١٥٨].

وثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم أجمعون، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا» (١).

فهذا الحديث تفسير للبعض الذي في الآية وهو: طلوع الشمس من مغربها.

وهكذا نزول المسيح فقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «والذي نفسي بيده ليوشكنَّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا؛ فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد» (٢).


(١) رواه البخاري (٤٦٣٥)، ومسلم (١٥٧) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) رواه البخاري (٢٢٢٢)، ومسلم (١٥٥) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>