للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[هود: ٢٦]، {أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون} [نوح: ٣]، {وأمرت أن أكون من المسلمين} [يونس: ٧٢]، وهكذا من جاء بعده من الرسل، كإبراهيم ويعقوب قال الله تعالى عن إبراهيم: {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون}، ويوسف عليه السلام قال: {توفني مسلما}، وموسى عليه السلام قال: {يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين}، والسحرة لما آمنوا {قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين}، وهكذا الحواريون أتباع المسيح {قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون}.

فالإسلام دين الله، لكن يجب أن يعلم أنه بعد أن بعث الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - صار الإسلام هو ما جاء به، وكل من لم يؤمن بشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - ويلتزم بمتابعته؛ فليس على الإسلام مهما تدين، حتى ولو لم يشرك.

فاليهود، والنصارى وإن انتسبوا إلى الأنبياء، وإلى التوراة، والإنجيل، فليسو بمسلمين؛ لأنهم جمعوا بين أنواع من الكفر، والشرك؛ وانضاف إلى ذلك كفرهم برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ فالنصارى يقوم دينهم الباطل على الشرك، قال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار * لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة}.

واليهود كفروا بما ارتكبوا من العظائم؛ كتحريف كتب الله، والتلاعب بدينه، وقتل الأنبياء، وقد ذكر الله بعض قبائحهم، قال تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا * وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما}. الآيات.

ولهذا جاء في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفس محمد بيده

<<  <   >  >>