للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآخر: (إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا) (١) فإبراهيم ومحمد خليلا رب العالمين، ففيه إثبات صفة المحبة لله، وأنه يحب إبراهيم ومحمدا محبة تامة، وذلك؛ لأنهما أكمل الأنبياء توحيدا، ومباعدة من الشرك والمشركين، فكان المناسب أن يقول المؤلف: وخليل رب العالمين.

وكثيرٌ من الصوفية يعبر عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه (حبيب الله) ويرددون مثل هذا، ولا يعلمون أن هذه ليس فيها خصوصية، ومزيّة بيّنة (٢).

وقد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن إبراهيم خليل الله ... وأنا حبيب الله ولا فخر) (٣) فجعل الخلة لإبراهيم، والمحبة له، وهو حديث ضعيف معارض للأحاديث الصحيحة، ولا يصح سندا ولا متنا.


(١) رواه مسلم (٥٣٢) من حديث جندب - رضي الله عنه -.
(٢) العبودية ١٠/ ٢٠٤، وروضة المحبين ص ٤٧، وانظر: ص ١٩٨.
(٣) رواه الدارمي (٤٧)، والترمذي (٣٦١٦) ـ وقال: حديث غريب ـ من طريق: زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام، وزمعة ضعيف، وسلمة ضُعِّف، وخصوصا إن روى عنه زمعة. تهذيب التهذيب١/ ٦٣٥، و ٢/ ٧٩.

<<  <   >  >>