للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالقلب - كما سبق في فصل حقيقة النفس الإنسانية - ليس ملك الأعضاء فحسب، بل هو أعظم من ذلك، إذ هو مصدر توجيهها ومنبع عملها وأساس خيرها وشرها، فإذا كانت إدارته إيمانية كانت الأفعال العضوية إيمانا، وإذا كانت إدارته إدارة كفر ونفاق أو عصيان كانت تلك مثلها.

والنصوص في ذلك كثيرة. منها:

١ - يقول الله تعالى في حق من حققوا الولاء والبراء: «أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ» [المجادلة:٢٢]

٢ - ويقول: «وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ» [الحجرات:٧]

٣ - ويقول فى حق الأعراب: «وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ» [الحجرات:١٤]

٤ - ويقول: «وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ» [آل عمران:١٥٤]

وغير ذلك كالآيات الدالة على الطبع والختم على قلوب الكافرين أو كونها فى أكنه أو مغلقة - ونحوها.

وكل آية ورد فيها قوله: «بِذَاتِ الصُّدُورِ» (١) .

ومن السنة يقول النبى صلى الله عليه وسلم: "التقوى هاهنا" وأشار إلى صدره ثلاث مرات (٢) .

ويقول: " ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.

ويقول - كما روى الإمام أحمد فى المسند -: " الإسلام علانية، والإيمان فى القلب " وأشار إلى صدره ثلاث مرات قائلا: " التقوى هاهنا، التقوى هاهنا " (٣) .

ويقول: " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " (٤) .


(١) وهى كثيرة، وتدل على ارتباط أعمال القلب بأعمال الجوارح، لأنها كثيرا ما ترد فى أعمال الجوارح.
(٢) رواه مسلم رقم ٢٥٦٤
(٣) ٣/١٣٥) وهو حديث حسن
(٤) المسند عن انس (٣/١١٢.٢٥٧) وهو صحيح.

<<  <   >  >>