للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرى، إمّا أن يؤلفوا أحاديثَ أبوابٍ خاصةٍ؛ مُفردينَ بالجمعِ كلَّ بابٍ منها على حدةٍ، أو جامعينَ معهُ باباً أو بابينِ ونحو ذلكَ (١)، أو أحاديثَ شيوخٍ مُعَيَّنينَ (٢)، أو أحاديثَ تراجمَ معينةٍ. والمرادُ هنا بالترجمةِ إسنادٌ واحدٌ رُويَ بهِ أحاديثُ كثيرةٌ أو طرقُ أحاديثَ (٣).

ويجوزُ أنْ يكونَ نصبُهُ على الحالِ، أي: وقعَ جمعهم للحديثِ حالَ كونِهِ ذا أبوابٍ أو كذا، وأن يكونَ تمييزاً: أي جمعوهُ من جهةِ الأبوابِ، أو كذا، أي: جمعوا أبوابَهُ أو شيوخَهُ ... إلخ.

قولُهُ في شرحهِ: (ككتابِ رَفعِ) (٤) هو هكذا في النسخِ التي وقفتُ عليها، والظاهرُ أنهُ ((كَبَابِ)) بالموحدةِ وكافٍ واحدةٍ، سبق القلم إلى زيادة كاف في أوله فظنَّ أنَّه كتاب بالمثناة فوق، وإلا لما حَسُنَ أنْ يعطف عليه ((بابَ القراءةِ)) وما بعدهُ (٥).

قولُهُ: (وأمَّا جَمعُ الشيوخِ) (٦) قال شيخُنا: لم أرَ لهم في جمعِ الشيوخِ طريقةً مُطَّردةً، بل تارةً يجمعونَ حديثَ الرجلِ لكونهِ مكثراً، وتارةً يجمعونهُ لكونهِ مُقِلاً،


(١) انظر: معرفة أنواع علم الحديث: ٣٦١، وشرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٥٧.
(٢) قال ابن الصلاح في " معرفة أنواع علم الحديث ": ٣٦١: ((أي: جمع حديث شيوخ مخصوصين كُل واحد منهم على انفراده. قال عثمان بن سعيد الدارمي: يقال من لم يجمع حديث هؤلاء الخمسة فهو مفلس في الحديث: سفيان، وشعبة، ومالك، وحماد بن زيد، وابن عيينة، وهم أصول الدين)). انظر: الجامع لأخلاق الراوي: ٤٢٧ - ٤٢٨ (١٩١٨)، وشرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٥٧ - ٥٨.
(٣) انظر: معرفة أنواع علم الحديث: ٣٦١، وشرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٥٨.
(٤) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٥٧.
(٥) ويؤيدُ هذا الكلام قول ابن الصلاح في " معرفة أنواع علم الحديث ": ٣٦١: (( ... نحو باب رؤية الله - عز وجل -، وباب رفع اليدين ... )) إلخ.
(٦) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>