للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولهُ: (وليتَ إذ زادَ الحميديْ ميزا) (١) قالَ: قد حصلَ هذا المُتَمَنَّى (٢) - وللهِ الحمدُ - مِنَ الحُميديِّ إجمالاً، وتفصيلاً، أمّا إجمالاً فقالَ في خطبةِ الجمعِ: ((وربما زدتُ زياداتٍ مِنْ تتماتٍ، وشرحٍ لبعضِ ألفاظِ الحديثِ، ونحوِ ذَلِكَ وقفتُ عليها في كتبِ مَن اعتنى بالصحيحِ كالإسماعيليِّ، والبرقانيِّ)) (٣).

وأمّا تفصيلاً فعلى قسمينِ: جلي، وخفي، أمّا الجليُّ: فيسوقُ الحديثَ، ثمَّ يقولُ في أثنائهِ: إلى هنا انتهتْ روايةُ البخاريِّ مثلاً، ومن هنا زادهُ البرقانيُّ مثلاً، وأمّا الخفيُ: فإنَّهُ يسوقُ الحديثَ كاملاً أصلاً وزيادةً، ثمَّ يقولُ: أما مِنْ أولهِ إلى كيتَ وكيتَ (٤) فرواهُ فلانٌ، وما عدا ذلكَ زادهُ فلانٌ، أو يقولُ (٥): لفظة كذا

/ ٣٦ ب / زادها فلانٌ، ونحو ذلكَ.

وكلامُ ابنِ الصلاحِ واقعٌ على الثاني، وتعبيرهُ يميز في قولهِ: ((فربما نقلَ منْ لا يميزُ)) (٦)، يشعرُ بأنَّ هذا مرادُهُ، وإلا لقالَ: فربما نقلَ الناقلُ (٧)، ونحو ذلكَ مِنَ العباراتِ الدالةِ على التعميمِ، وإنما يقعُ مَنْ لا يميزُ في ذَلِكَ؛ لأنَّهُ ينظرُ الحديثَ كاملاً فيعزوهُ إلى البخاريِّ مثلاً، منْ غيرِ أنْ ينظرَ ما بعدهُ، فيخطئَ (٨).


(١) التبصرة والتذكرة (٣٦).
(٢) في (ف): ((التمني)).
(٣) الجمع بين الصحيحين ١/ ٧٤ - ٧٥، ونقله هنا باختصار.
(٤) ((وكيت)) لم ترد في (ك).
(٥) من قوله: ((أما من أوله)) إلى هنا لم يرد في (ف).
(٦) معرفة أنواع علم الحديث: ٩٢.
(٧) لم ترد في (ك).
(٨) انظر: النكت على كتاب ابن الصلاح ١/ ٣٠٠ - ٣١٠، وبتحقيقي: ١١٥ - ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>