للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (إذا كانَ طويلَ الملازمةِ) (١)، أي: لأنَّ طولَ ملازمتهِ تجبرُ وهنه؛ لأنَّهُ يعرفُ بذلكَ صحيحَ حديثِ منْ لازمهُ مِنْ سقيمهِ، ويسمعُ الحديثَ الواحدَ منه مراراً كثيرةً، فتصيرُ له ملكةٌ قويةٌ بحديثهِ (٢).

قلتُ: قولهُ: (كحمادِ بنِ سلمةَ) (٣) قالَ المصنفُ في " الشرحِ الكبيرِ " بعدَ كلامِ ابنِ طاهر، ثم قالَ: ((فإنْ كانَ للصحابي راويانِ فصاعداً فحسنٌ، وإنْ لم يكنْ له إلا راوٍ واحدٌ، وصحَّ ذَلِكَ الطريقُ إلى ذَلِكَ الراوي أخرجاه، إلا أَنَّ مسلماً أخرجَ حديثَ قومٍ تركَ البخاريُّ حديثهم لشبهةٍ وقعتْ في نفسهِ، كحمادِ ابنِ سلمةَ، وسهيلِ بنِ أبي صالحٍ، وداودَ بنِ أبي هندٍ (٤)، وأبي الزبيرِ (٥) والعلاءِ بنِ عبدِ الرحمانِ (٦)، وغيرهم)).


(١) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٢٧.
(٢) زاد في (ك): ((والله أعلم)).
(٣) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٢٧.
(٤) قال ابن حبان في " الثقات " ٦/ ٢٧٨ - ٢٧٩: ((وكان داود من خيار أهل البصرة من المتقنين في الروايات إلا أنه كان يهم إذا حدث من حفظه، ولا يستحق الإنسان الترك بالخطأ اليسير يخطيء، والوهم القليل يهم حتى يفحش ذلك منه؛ لأن هذا مما لا ينفك منه البشر، ولو ما كنا سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك جماعة من ثقات الأئمة؛ لأنهم لم يكونوا معصومين من الخطأ، بل الصواب في هذا ترك من فحش ذلك منه، والاحتجاج بمن كان منه ما لا ينفك منه بشر)). وانظر: تهذيب الكمال ٢/ ٤٣٠.
(٥) قيل لشعبة: مَالَكَ تركت حديث أبي الزبير؟ قال: ((رأيته يزن ويسترجح في الميزان)) قال ابن حبان في الثقات ٥/ ٣٥٢: ((ولم ينصف من قدح فيه؛ لأن من استرجح في الوزن لنفسه لم يستحق الترك من أجله)) وانظر: الجرح والتعديل ٨/ ٨٧ - ٨٩، وتهذيب الكمال ٦/ ٥٠٣ - ٥٠٥.
(٦) انظر: الجرح والتعديل ٦/ ٤٦٧ - ٤٦٨، والثقات لابن حبان ٥/ ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>