للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ: وكذا ذَكُروا فيهِ قولَه: حُدِّثتُ عن فلانٍ، وهو في قوةِ قولهِ: حَدَّثَني مُحدثٌ عن فلانٍ، وإذا كانَ كذلكَ؛ فهوَ مما فيهِ مبهمٌ، لا منَ التعليقِ.

قولهُ: (فإنْ يجزم فصحح) (١) قالَ في " الشرحِ الكبيرِ " كقولهِ في المغازي: قالَ أبو هريرةَ: ((صليتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم -)) (٢). انتهى.

لكن ليسَ ذلكَ - وإن حُكِمَ بصحتهِ - من نمطِ الصحيحِ المسندِ فيهِ؛ لأنَّه وَسَمَ كتابه بـ" الجامعِ المسندِ الصحيحِ ". نبّهَ عليهِ ابنُ كثيرٍ (٣). واعترضَ بعضُهم بأنَّ البخاريَّ ربما جَزَمَ بالشيءِ ولا يكونُ صحيحاً، كقولهِ في كتابِ التوحيدِ في بابِ {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء} (٤) إثرَ حديثِ أبي سعيدٍ (( .. الناسُ يصعقونَ يومَ القيامةِ، فإذا أنا بموسى)) قالَ: وقالَ الماجشونُ: /٤٨ب/ عن عبدِ اللهِ بنِ الفضلِ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ: ((فأكونُ أولَ مَن بُعثَ)) (٥) قالَ: ورَدَّ البخاريُّ على نفسه بنفسهِ، فذكر في أحاديثِ الأنبياءِ حديثَ الماجشونِ هذا عن عبدِ اللهِ بنِ الفضلِ، عنِ الأعرجِ، عن أبي هريرةَ (٦)، وكذا رواهُ مسلمٌ (٧)، والنسائيُّ (٨) ثمَّ قالَ: قالَ أبو مسعودٍ: إنما يُعرفُ عن الماجشونِ، عن ابن الفضلِ، عن الأعرجِ، ذكرهُ الشيخُ في " النكتِ " (٩) وقالَ: ((إنَّ ذلكَ لا يُظنُّ بالبخاريِّ، فلا يمكنُ أنْ يجزمَ


(١) التبصرة والتذكرة (٤٢).
(٢) صحيح البخاري ٥/ ١٤٧ عقب (٤١٣٧).
(٣) اختصار علوم الحديث: ١/ ١٢٢ وبتحقيقي: ٩٠.
(٤) هود: ٧.
(٥) صحيح البخاري ٩/ ١٥٤ (٧٤٢٨).
(٦) " صحيح البخاري " ٤/ ١٩٣ (٣٤١٤).
(٧) " صحيح مسلم " ٧/ ١٠٠ (٢٣٧٣) (١٥٩).
(٨) في " الكبرى " (١١٤٦١) وفي التفسير، له (٤٧٨).
(٩) انظر: التقييد والإيضاح ٣٥ - ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>