للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولهُ: (عَن بعضِهِم) (١) هَذا القَولُ يشبهُ أنْ يكونَ قولَ مَن حدَّ المرسَلَ: بأنَّهُ ما سقطَ من إسنادِهِ رَاوٍ (٢).

قولُهُ: (ما رواهُ من دون التَابعينَ عنِ الصَحابةِ) (٣) يُفهِمُ اشتراطَ الوصولِ إلى الصحابي، وليسَ كذلكَ، فإنَّهُ لو ذُكِرَ أثرٌ عمن دونَ الصحابةِ، وسَقَطَ من اثنائهِ رجلٌ سُمِّيَ منقطعاً، ويدخلُ في كلامِ ابنِ الصلاحِ أيضاً ما لو سقطَ منهُ اثنانِ فصاعداً، ولو معَ التوالي؛ فإنَّهُ قالَ: ((من دون التابعينَ)) وذلكَ يشملُ من دونهُ بقليلٍ، أو كثيرٍ، ولا يخفى ما فيهِ، اللهمَّ إلا أنْ يُعتنَى بهِ فيقالُ: المثالُ يخصصهُ. واللهُ أعلمُ.

قولهُ: (والمعضلُ) (٤) قالَ ابنُ الصلاحِ: ((وهو لقبٌ لنوعٍ خاصٍ منَ المنقطعِ، فكلُّ معضلٍ منقطعٌ، وليسَ كلُّ / ١٢٥ ب / منقطعٍ معضلاً، وقومٌ يُسمونهُ مرسلاً كما سبقَ)) (٥).

قولهُ: (من موضعٍ واحدٍ) (٦) قال الشيخُ في " النكتِ ": ((وهذا مرادُ المصنِّفِ ويوضحُ مرادَهُ المثالُ الذي مَثّلَ بهِ بعدُ، وهوَ قولهُ: ومثاله ما يرويهِ تابعُ التابعي ... )) (٧) إلى آخرهِ.

قوله: (فهوَ معضَل، بفتحِ الضادِ) (٨) ينبغي أنْ يعلمَ أنَّ ذلكَ غيرُ مطَّردٍ، بل


(١) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢١٦.
(٢) ينظر كلام الحافظ ابن حجر في النزهة: ٨١ - ٨٢ في التفريق بين المرسل والمنقطع.
(٣) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢١٦.
(٤) التبصرة والتذكرة (١٣٤).
(٥) معرفة أنواع علم الحديث: ١٣٥.
(٦) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢١٦.
(٧) التقييد والإيضاح: ٨١.
(٨) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢١٧، والعبارة لابن الصلاح في معرفة أنواع علم الحديث: ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>