للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحبِّ، وإنما المعنى: لو فرضَ أن يكونَ الكفرُ محبوباً، والنارُ كذلكَ، لكانَ الإلقاءُ في النارِ أحبَّ إليهِ. ثُمَّ ظهرَ لي أنَّ مثل هَذا مجازٌ عَن ((أقلِّ)) مِن ضدِّ مأخذِ اشتقاقِ أفعل، والعلاقةُ فيهِ الضديةُ، كَما بينتُهُ في كتابي "نظمِ الدررِ في (١) تناسبِ الآي والسورِ" (٢) عند قولهِ تعالى: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} (٣) فالمعنى هنا: هَذا أقلُّ شدةً مِن الأولِ، وكذا ما أتى لكَ مِن أمثالهِ، واللهُ أعلمُ.

قولُهُ: (وهوَ / ١٤٣ أ / أنْ يصفَ المدلسُ شيخَهُ الذِي سمعَ منهُ ذلِكَ الحديثَ) (٤) لا يختصُّ ذلِكَ بشيخهِ الذِي سَمعَ منهُ، بل لو فعلَ ذلِكَ في شيخِ شيخهِ ومَن فوقه إلى آخرِ السندِ، كانَ حكمُهُ كذلكَ، فكانَ ينبغي لهُ أنْ يقولَ:

((أنْ يصفَ الراوي)) مسكناً؛ لئلا ينكسرَ الوزنُ.

قولُهُ: (السجستاني) (٥) قالَ ابنُ الصلاح: ((ورَوَى -يعني: ابنَ مجاهدٍ، - عَن أبي بكرٍ محمدِ بنِ الحسنِ النقّاشِ (٦) المفسرِ فقالَ: حدثنا محمدُ بنُ سندٍ، نسبهُ إلى


= أحبَّ إليهِ مما سواهما، ومن كانَ أنْ يلقى في النارِ أحبَّ إليهِ منْ أن يرجعَ في الكفرِ بعدَ إذ أنقذهُ اللهُ - عز وجل - منهُ)).
أخرجه: أحمد ٣/ ١٧٢ و٢٤٨ و٢٧٥، والبخاري ١/ ١٢ (٢١) و٨/ ١٧
(٦٠٤١)، ومسلم ١/ ٤٨ (٤٣) (٦٨)، وابن ماجه (٤٠٣٣)، والنسائي ٨/ ٩٦ مِن طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس، فذكره.
(١) في (أ) و (ب): ((من)) والتصويب من كشف الظنون ٢/ ١٩٦١.
(٢) نظم الدرر ٤/ ٣٥ - ٣٦.
(٣) يوسف: ٣٣.
(٤) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢٤١.
(٥) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢٤١.
(٦) بفتح النون والقاف المشددة، هذه النسبة إلى من ينقش السقوف والحيطان وغيرها، وكان أبو بكر المذكور في مبدأ أمره يتعاطى هذه الصنعة فعرف بها، (ت ٣٥١ هـ‍) ترجمته في: تأريخ بغداد ٢/ ٢٠١، وتأريخ دمشق ٥٢/ ٣٢٠، ووفيات الأعيان ٤/ ٢٩٨، وسير أعلام النبلاء ١٥/ ٥٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>