للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عنه، قالَ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ شِبتَ؟ قالَ: ((شَيبتني هُوُدٌ وأخواتُها (١))). قالَ الدارقطني: ((هَذا مضطربٌ؛ فإنهُ لَم يُروَ إلاَّ من طريقِ أبي إسحاقَ، وقد اختُلِفَ عليهِ فيهِ على نَحوِ عشرةِ أوجهٍ، فمنهم مَن رواهُ عَنهُ مرسلاً، ومنهم منْ رواهُ موصولاً، ومنهم من جَعَلهُ منْ مسندِ أبي بكرٍ، ومنهم من جَعَلهُ منْ مسندِ سعدٍ، ومنهم من رَواه منْ مسندِ عائشةَ، وغيرُ ذَلِكَ. ورواتُهُ ثقاتٌ، لا يُمكنُ ترجيحُ بعضِهِم على / ١٧١ب / بعضٍ، والجمعُ متعذرٌ)) (٢)، والمرادُ بقولهِ: ((شَيَّبتني هودٌ)) بعضُها، وَهوَ قولُهُ تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} (٣) كَما وَرد مُفسراً في بعضِ طرقِ الحديثِ، وكذا أخواتها.


(١) أخرجه: ابن سعد في "الطبقات" ١/ ٤٣٥، والترمذي في "الجامع الكبير" (٣٢٩٧)، وفي "الشمائل"، له (٤١) بتحقيقي، وفي "العلل الكبير"، له أيضاً (٦٦٤)، والدارقطني في "العلل" ١/ ٢٠٠ و٢٠١ و٢٠٢ و٢٠٣، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٣٤٣ و٤٧٦، وأبو نعيم في "الحلية" ٤/ ٣٥٠، والبيهقي في "دلائل النبوة" ١/ ٣٥٧، والبغوي في "شرحِ السنة"
(٤١٧٥) من طريق عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال أبو بكر: يارسول الله، قد شبت ... ، فذكره، وأخرجه: أبو يعلى (١٠٧) و (١٠٨)، والدارقطني في "العلل" ٤/ ٢٠٣ و٢٠٤ و٢٠٥ و٢٠٦ من طريق عكرمة، قال: قال أبو بكر: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شيبك، فذكره ولم يذكر بينهما (عبد الله بن عباس).
وأخرجه: الدارقطني في "العلل" ١/ ٢٠٩ من طريق أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال الدارقطني: ((ووهم. وقال مرة: عن عامر بن سعد، عن أبي بكر الصديق، وعامر بن سعد هذا هو البجلي، وليس بابن أبي وقاص، وليس هذا من حديث سعد بن أبي وقاص، وإنما هو من حديث أبي بكر الصديق)). العلل للدارقطني ٤/ ٣٤٧ وقد فصل الدارقطني طرق هذا الحديث في " العلل " ١/ ١٩٣ - ٢١١.
(٢) لم أقف على كلام الدارقطني بهذا السياق في المطبوع من "العلل"، ولكن قد سرد الدارقطني طرق هذا الحديث وتفريعاته كما مر توضيحه سابقاً. انظر: العلل للدارقطني ١/ ١٩٣ - ٢٠٨.
(٣) هود: ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>