للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديثِ (١): ((ويتنوعُ إلى مشهورٍ، وغريبٍ، وبينَ ذَلِكَ، ثم إنَّ درجاتِ الصحيحِ تتفاوتُ في القوةِ بحسبِ تمكنِ الحديثِ مِنَ الصفاتِ المذكورةِ التي تنبني الصحةُ عليها، وتنقسمُ باعتبارِ ذلكَ إلى أقسامٍ، يُستعصى إحصاؤها على العادِّ الحاصرِ، ولهذا نرى الإمساكَ عنِ الحكمِ لإسنادٍ، أو حديثٍ بأنَّهُ الأصحُ على الإطلاق (٢)، على أَنَّ جماعةً مِنْ أئمةِ الحديثِ خاضوا غمرة (٣) ذَلِكَ، فاضطربتْ أقوالُهم (٤))) (٥)، أي: ولو كانَ استقراء منِ استقرأ منهم تاماً لما اضطربتْ الأقوالُ، غايتهم: أَنَّ كلَّ واحدٍ منهم غلبَ على ظنهِ في إسنادٍ ما أنَّهُ أصحُّ (٦) باعتباركثرةِ ممارستهِ لحديثِ رجالِ ذلكَ الإسناد، فحكمَ بأصحيتهِ لذلكَ، أو / ١٥ أ / لأمرٍ آخرَ ككونِ السندِ


(١) رجع النص إلى ابن الصلاح.
(٢) قال العراقي في شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٠٦: ((القول المعتمد عليه المختار: أنه لا يطلق على إسناد معين بأنه أصح الأسانيد مطلقاً؛ لأن تفاوت مراتب الصحة مترتب على تمكن الإسناد مِنْ شروط الصحة؛ ويعز وجود أعلى درجات القبول في كل فرد فرد مِنْ ترجمة واحدة بالنسبة لجميع الرواة)).
وانظر: نكت الزركشي ١/ ١٣١ - ١٥٧، والتقييد والإيضاح: ٢٢، ونكت ابن حجر ١/ ٢٤٧ - ٢٦٢، وبتحقيقي: ٧٣ فما بعدها.
(٣) خاضوا، أي: اقتحموا. تاج العروس مادة (خوض).
والغمر مِن الماء: خلاف الضحل، وهو الذي يعلو منْ يدخله ويغطيه. وغمر البحر: معظمه، والغمرة الشدة، والماء الكثير، انظر: لسان العرب مادة (غمر)، والمعجم الوسيط مادة (غمر).
وبين السيوطي في شرح ألفية العراقي معنى هذا فقال: ((أي: مشوا فيه، مِنْ تشبيه المعقول بالمحسوس، للإشارة إلى أَنَّ المتكلم في ذَلِكَ كالخائض في الماء، الماشي في غير مظنة المشي، وهو يؤذن بعدم التمكن، ولهذا اختلفوا فيه على أقوال كثيرة)).
(٤) من قوله: ((عبارة ابن الصلاح .... )) إلى هنا لم يرد في (ك).
(٥) معرفة أنواع علم الحديث: ٨٠ - ٨١.
(٦) عبارة: ((أنه أصح)) لم ترد في (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>