للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما بالنسبة لعلم الرجال فالممارسة إنما تكون بالنظر في الأسانيد، والحكم عليها من خلال كتب الرجال، فإما أن تقرأ في كتب الرجال، وتجعل لك كتاب يكون محور، كالتقريب مثلاً، ثم تراجع عليه ما هو أوسع منه، وتقارن بين أحكام الأئمة وحكم الحافظ في التقريب، ما تنتهي من التقريب إلا ولديك حصيلة طيبة من الرجال، أو تكثر من النظر في الشروح، شروح كتب السنة، وهم يترجمون للرواة، لا سيما منهم من يكرر هذه التراجم في كل موضع، كالقسطلاني مثلاً، ما تنتهي من شرح القسطلاني إلا وأنت عرفت رجال البخاري.

يقول: هل تأتي السنة مستقلة عن القرآن، أي تأتي بحكمٍ ليس له أصل في القرآن؟

أما كلمة أصل فما فرطنا في القرآن من شيء، الله -جل وعلا- يقول: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [(٣٨) سورة الأنعام] فالكتاب شامل لكل شيء، هذا من حيث الأصل ومن حيث العموم، ويندرج تحت هذا الأصل فروع يعسر أخذها تفصيلاً من القرآن، فالسنة كفيلة بذلك، وهي المبينة وهي المفسرة وهي الموضحة، وفي السنة أحكام مستقلة لا توجد في القرآن إلا من حيث العموم.

هل المصحف كتاب الله؟

لم تتضح المسألة إلى الآن! القرآن كلام الله، والقرآن كتاب {ذَلِكَ الْكِتَابُ} [(٢) سورة البقرة] {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ} [(٢٩) سورة ص] فالمقصود أنه كتاب، وإذا صحت تسميته بالكتاب بالنص فهو مضاف إلى الله -جل وعلا-، فهو كلامه وهو كتابه.

طالب:. . . . . . . . .

فصلنا في درسٍ مضى، وقلنا: أن الكلام كلام الباري، والصوت صوت القاري، والورق والجلد والمداد كلها من عمل المخلوق، كلها مخلوقة {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [(٩٦) سورة الصافات] لكن التوسع في مثل هذه الأمور يكرهها سلف هذه الأمة، إنما يقتصرون على أن القرآن كلام الله منزلٌ غير مخلوق، لا داعي للتفاصيل الزائدة اللهم إلا إذا بحثت المسألة من وجهها وتوسع فيها في درس أو في مجلس علمي لا مانع، أما النظر باستمرار بهذه الطريقة والتفصيل لا داعي له.

طالب:. . . . . . . . .

<<  <  ج: ص:  >  >>