"قوله: ((حين يبقي ثلث الليل الآخر)) برفع الآخر؛ لأنه صفة الثلث".
وليس صفة لليل، إنما هو صفة للثلث، وعرفنا أن الوصف أو التابع عموماً المتعقب لمتضايفين، فإما أن يعود إلى المضاف، أو يعود إلى المضاف إليه، والتعيين للقرائن، يعني ذكرنا من الأمثلة:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [(٢٧) سورة الرحمن] وأيضاً تابع للثاني {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [(٧٨) سورة الرحمن].
طالب:. . . . . . . . .
من كتب في الأسماء الحسنى قسموها إلى هذا؛ لأن منها صفات جلال يعني: العزيز الجبار المتكبر إلى آخره، صفات جمال يعني: صفات رحمة وصفات كمال، المقصود أنهم قسموها إلى هذه الأقسام.
طالب:. . . . . . . . .
ما يلزم أنه يظهر منهم مثل هذا، لكن مدلولاتها قد يكون فيها شيء من هذا؛ لأني ما وجدت صريح في كلام شيخ الإسلام وابن القيم أوغيره، لكن ما يلزم عليه شيء، يعني لا شك أن الجلال شيء، والجمال أيضاً والرحمة والرأفة شيء آخر؛ لأنه يناسب المقام، يعني إذا كان المقام مقام رحمة جيء من الأسماء والصفات ما يناسب هذه الرحمة، إذا كان مقام غضب وانتقام، لا شك أن الأسماء المناسبة لها غير المناسبة للأسماء المناسبة لمقام الرحمة.
"قوله: ((حين يبقى ثلث الليل الآخر)) برفع الآخر؛ لأنه صفة الثلث، ولم تختلف الروايات عن الزهري في تعيين الوقت".
يعني ثلث الليل.
"واختلفت الروايات عن أبي هريرة وغيره، قال الترمذي: ورواية أبي هريرة أصح الروايات في ذلك، ويقوى ذلك أن الروايات المخالفة اختلف فيها على رواتها، وسلك بعضهم طريق الجمع، وذلك أن الروايات انحصرت في ستة أشياء، أولها: هذه، ثانيها:((إذا مضى الثلث الأول)) وثالثها: ((الثلث الأول أو النصف)) رابعها: ((النصف)) خامسها: ((النصف أو الثلث الأخير)) سادسها: الإطلاق.