ما هو كذا، لا، المسألة ثانية، أهل العلم ردوا, اجتثوا هذه الشبهة من أساسها، فقالوا: هذه رواية، هذا الرائي يروي للناس ما رأى، صح وإلا لا، هو يروي للناس ما رأى، ومن شروط الراوي أن يكون حافظاً يقظاً، العدالة موجودة، لكن حافظ يقظ، الإنسان في حال النوم حافظ يضبط، أو يضيع أكثر ما سمع؟ إذن ليس بثقة في حال النوم، فلا يقبل قوله؛ لأن الضعف جاء من جهة الراوي.
طالب:. . . . . . . . .
على كل حال مثل هذا قد يستأنس به، لكن يبنى عليه حكم؟ لا، نقول: الحديث صحيح؛ لأن السيوطي سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- فقال: صحيح، أبداً، ولا نلتفت إلى مثل هذا؛ لأن السيوطي وهو في حال اليقظة وإن كان من الحفاظ يعتريه ما يعتريه، فكيف إذا كان في المنام؟.
الإنسان يرى في المنام أشياء ثم إذا استيقظ من النوم لا يستطيع أن يقص ما رأى كما وقع، لا بد أن ينسى، ولا بد أن يطرأ له تغيّر.
طالب:. . . . . . . . .
حديث الأذان ثبتت شرعيته بإقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- النبي -عليه الصلاة والسلام- أقرّه، وهو في المنام، لكن ما اكتسب الشرعية حتى أقره النبي -عليه الصلاة والسلام- وإلا الرؤيا ما يثبت فيها حكم.
يقول -رحمه الله تعالى-: وقوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [(٢٣) سورة القيامة].
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ}: من النضرة، وهي الحسن والبهاء، ويكتسب هذا في الدنيا قبل الآخرة بالاتباع للنبي -عليه الصلاة والسلام- والاقتداء به، والإخلاص لله -جل وعلا- ولزوم الطاعة والعبادة، لا شك أن هذا يكسب الوجه نضرة، وجاء في الحديث:((نضَّر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها ثم أداها كما سمعها)) , فالنضرة لها وسائل تكتسب في الدنيا، وهؤلاء الذين هم أهل الجنة وجوههم ناضرة، يعني حسنة.
{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}: من النظر وتعديته بـ "إلى" يدل على حقيقته، وهو النظر بعيني الرأس والبصر, {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ومنهم من يتأول هذا ويقول: منتظرة، وإذا كانت منتظرة فلا تحتاج إلى التعدية بـ"إلى" وهذا من أقوى الأدلة على إثبات الرؤيا، رؤية المؤمنين ربهم -عز وجل-.