ثم قال -رحمه الله-: {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [(٣٥) سورة ق] ولدينا مزيد، {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا} مما يستمتع به، وتشتهيه الأنفس، وتلذ له الأعين، ولدينا مزيد على ذلك كله، وفسر برؤية الله -جل وعلا-.
يقول -رحمه الله تعالى- والمسألة ستأتي يعني في الفصل الثاني، وإثبات هذه الأسماء والصفات من السنة، يقول -رحمه الله تعالى-:
وهذا الباب في كتاب الله كثير، يعني آيات الأسماء والصفات كثيرة جداً، تفوق آيات الأحكام أكثر من آيات الأحكام، يقول: وهذا الباب في كتاب الله كثير لمن تدبر القرآن؛ لأن الإنسان قد يكون ديدنه قراءة القرآن ليلاً ونهاراً، ويمكث على ذلك سنين بل عقود، ولم يصل إلى هذه الحقيقة، لماذا؟
لأنه يقرأ -وأجره إن شاء الله ثابت عند الله -جل وعلا- الذي هو أجر الحروف- لكنه لا يتدبر ولا يحصل له مثل هذا، هذا العلم العظيم لا سيما في هذا الباب، ولذا قال: وهذا الباب في كتاب الله كثير لمن تدبر القرآن، لا بد من التدبر طالباً للهدى منه؛ لأن من الناس من يتدبر القرآن لأمرٍ في نفسه، هو يريد شيء، يعني يتدبر القرآن قد يكون تدبره وبالاً عليه، ومن المستشرقين الكفار من اعتنى بالقرآن وتدبره وأخذ من المتشابه ما يرد به على المسلمين، وينقض به بعض شرائع الإسلام، وهكذا أتباعهم وأذنابهم في كل فترة يأتون بشيء نتيجته التدبر لا لطلب الهدى، أما من تدبر القرآن طالباً الهدى.