مفسر من المفسرين المعاصرين يستدل على جواز التصوير من القرآن {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً} [(٤٣) سورة الأنفال] ثم قال: {وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} [(٤٤) سورة الأنفال] يقول: ما يمكن يكون الكبير صغير، أو الكثير قليل إلا بالتصوير، أما حقيقته لا تتغير، ويستدل بهذا على جواز التصوير، يعني هذا تدبر القرآن طالباً للهدى، ويصل إلى هذه النتيجة؟ ويعارض بها ما صح عن النبي -عليه الصلاة والسلام-؟!! يقول: ما ترى الكبير صغير، أو الكثير قليل إلا بالتصوير، إذن التصوير جائز، وذكر في تفسيره أنه عرض هذا الاستنباط الذي لم يسبق إليه على شيخ من شيوخ, جهة من الجهات، فقال: هذا الدليل يدل على وجوب التصوير، لا على جوازه!!
المقصود أن التدبر إنما يكون طلباً للهدى، ما هو أنت في نفسك شيء تريد أن تستدل له من القرآن؟ لا، الآن هذه الفكرة التي في ذهنك جعلتها سائقاً وقائداً للقرآن، ولم تجعل القرآن سائقاً لك، ولما تحتاجه من علم. طالب:. . . . . . . . .
شوف الفتنة، إذا فتن الإنسان لا حيلة معه، وهذا التفسير حقيقةً مشحون بمثل هذه الأمور، ومع ذلك مقرر من كثير ممن ينتسب إلى العلم في الشرق والغرب، حتى رؤوس المبتدعة الكبار والمستشرقين كلهم قرروه لماذا؟ لأنه يخدمهم.
طالب:. . . . . . . . .
ما يحتاج، عرضه يكفي، يعني ما هو بيعرض لأنه علم هذا، يعرض لأنه ضلال، يعني تدبر القرآن من أجل استنباط مثل هذه الأحكام هذا طلب للهدى؟! هذا واضح.
ولذا يقول الشيخ -رحمه الله تعالى-: وهذا الباب في كتاب الله كثير من تدبر القرآن بشرط أن يكون طالباً للهدى منه -يعني من القرآن- تبين له طريق الحق.
وابن القيم -رحمه الله- يقول:
فتدبر القرآن إن رمت الهدى ... فالعلم تحت تدبر القرآن