فالتدبر شأنه عظيم، قراءة القرآن على الوجه المأمور به، لا شك أن لها شأن في بناء النفس في العلم والعمل، هذا أمرٌ لا بد منه لطالب العلم، فيجعل من وقته إذا كان تعود على قراءة الهذّ، بعض الناس إذا تعود على شيء لا يستطيع فراقه، فالذين تعودوا على قراءة الهذّ يصعب عليهم أن يقول ارجعوا من جديد وتدبروا، ابدأوا بالتدبر، لكن لا يمنع أن يكون له ختمات على طريقته يكتسب من ورائها أجر الحروف، ويكون له أوقات ولو نصف ساعة في اليوم يقرأ فيها بالتدبر، ويراجع ما يشكل عليه في التفاسير الموثوقة.
وذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- عن شخص أنه يختم القرآن كل يوم، هذا تدبُر؟ هذا تدبُر وإلا لا؟ لا، له ختمة واحدة تدبر أمضى فيها عشرين سنة، ومات ولم يكملها.
فإذا فرضنا أنه خصص لكل يوم آية، آية واحدة يتدبرها ويراجع عليها ما يراجع من التفاسير، ثم بعد ذلك لما تم العشرين سنة مات، ولمة أكمل.