المقصود أن مثل هذا لا بد من العناية به، وكثيرٌ من الناس يقول: والله أنا اعتدت، والعادة مشكلة، العادة تفرض نفسها على الإنسان، وبعضهم يقول: أنا اعتدت القرآن أن أقرأ القرآن في سبع، ولا أستطيع أن أتدبر، لأنه يلزم عليَّ أن أقرأ القرآن في الشهر مرة مثلاً، فأكون ما ثبتُّ على العمل الذي بدأت به، والنبي -عليه الصلاة والسلام- إذا عمل عملاً أثبته، وأفضل العمل ما داوم عليه صاحبه، وأيضاً النقص من العمل لا شك أنه على غير الهدي النبوي، النبي -عليه الصلاة والسلام- يثبت العمل إذا عمله، فيكون في النفس شيء إذا قلل من نصيبه اليومي، فنقول: لا مانع أن تقرأ على طريقتك، تختم كل سبع، وتجعل هناك ختمة للتدبر، ولو في الشهر مرة أو في الشهرين مرة، أو في السنة مرة، لكن لا تترك هذا الباب؛ لأن العلم كل العلم في قراءة القرآن على هذا الوجه، العلم الذي يورث العمل العلم الذي يورث الخشية، العلم الذي يورث الطمأنينة واليقين، ويزيد في الإيمان هو ما نشأ عن التدبر، وقد جاء الأمر به في أربع آيات من القرآن، في النساء في قوله -جل وعلا-: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [(٨٢) سورة النساء] وفي سورة ص: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [(٢٩) سورة ص] وفي سورة المؤمنون: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ} [(٦٨) سورة المؤمنون] وفي سورة القتال -سورة محمد-: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [(٢٤) سورة محمد] خطير، فلا بد من التدبر، والقرآن إنما أنزل للعمل، والعمل نتيجة للتدبر، لا يمكن أن يعمل بالقرآن من يقرأه هذّاً، لا يمكن أن يستنبط منه وهو يقرأ في الربع الساعة جزء كامل، في الجلسة الواحدة ساعة يقرأ خمسة أجزاء، هذا لا يمكن مع هذا، ولا شك أن العادة قاهرة، لو جلس أن يتدبر ما علم إلا وقد ختم السورة، لا يفيق إلا وقد ختم السورة؛ لأن في الأمور المحسوسة الذي تعود على السرعة في السيارة وهو في طريقه