للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

كلامنا في كلام الله -جل وعلا- الذي هو القرآن،. . . . . . . . . مسألة محددة، الحديث عندنا آيتين: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا} [(٨٧) سورة النساء] {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً} [(١٢٢) سورة النساء] نريد أن نبطل كلامهم من الآيتين.

الحديث يعني ما يتحدث به وهو الكلام، والقيل هو القول فهو الكلام، انتهينا من هذا بالنسبة لما يضاف إلى الله -جل وعلا- بالنسبة لما يضاف إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- هو قوله وهو كلامه -عليه الصلاة والسلام- وإن كان في الأصل هو وحي؛ لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى، لكن في التسمية هم قالوا: إن ما يضاف إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- يقال له حديث في مقابلة ما يضاف إلى الله -جل وعلا-؛ لأنه قديم، هذا مبني على قول الأشاعرة في القرآن، ماذا يقولون؟ يقولون: القرآن قديم، الله -جل وعلا- تكلم في الأزل، ولا يتكلم بعد ذلك، خلاص تكلم وانتهى، فكلامه قديم، وهو شيء واحد تكلم وانتهى، إن كان بلغة كذا فهو كذا، إن كان بلغة كذا فهو كذا، إن كان. . . . . . . . . فالكلام واحد، لكن إن عبر عنه بالعبرانية صار توراة، بالسريانية يصير إنجيل، بالعربية يصير قرآن، وإلا هو كلام واحد؛ لأنه قديم!!.

أهل السنة يقولون: هو قديم النوع، كلام الله قديم النوع بلا شك؛ لأن الله -جل وعلا- لم يزل متكلماً، لكنه قديم النوع لكنه وإن كان قديم النوع إلا أنه حادث متجدد الآحاد؛ لأنه -جل وعلا- يتكلم متى شاء إذا شاء، فكلامه مربوطٌ بمشيئته -جل وعلا- أما عند الأشاعرة خلاص تكلم في الأزل ولا يتكلم، غير مرتبط بالمشيئة، فهو صفةٌ ذاتية، وليست صفة فعل، عرفنا كيف دخل عليهم الدخل؟

<<  <  ج: ص:  >  >>