كلامهم أنه كلامٌ واحد، وإنما يختلف باختلاف اللغات، يعني أصله واحد يختلف باختلاف اللغات، هل هذا الكلام له وجه؟ فهل التوراة والإنجيل والقرآن متطابقة؟ يعني لو ترجمت التوراة إلى العربية صارت قرآن، لو ترجم الإنجيل إلى عربية صار قرآن على حد زعمهم أو العكس، يعني لو ترجمت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [(١) سورة المسد] إلى العبرانية والسريانية، هل نجد لها نظير في التوراة والإنجيل؟ هل نجد لهذه السورة نظير في التوراة والإنجيل؟ ما يمكن.
الأمر الثاني: أول ما نزل القرآن على النبي -عليه الصلاة والسلام- في الغار، ذهب النبي -عليه الصلاة والسلام- به ترجف بوادره، يرجف فؤاده، ترجف بوادره، جمع بادرة وهي اللحمة التي بين المنكب والعنق من الخوف، وعرض ذلك على خديجة، وخديجة عرضت على ورقة بن نوفل، وكان قد تدين بالديانات السابقة اليهودية والنصرانية، وكان يقرأ الكتاب العبراني، ويترجمه إلى العربية والعكس، من العربية إلى السريانية يترجم باللغات؛ لأنه عرف هذه الكتب وعرف اللغات، لما سمع ما أنزل على النبي -عليه الصلاة والسلام-: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [(١) سورة العلق] هل قال هذا الكلام الذي أنزل على موسى؟ أو قال: هذا الناموس الذي نزل على موسى؟ الناموس الذي هو جبريل عليه السلام.
ما قال: إن هذا القرآن هو الذي نزل على موسى، وإلا هو مقتضى ذلك أن يقول: هذا عندي ها أنا مترجمه، عندي مترجم من التوراة والإنجيل، هل يتصور مثل هذا؟ يعني كان ما يستغرب ولا يكون كلام جديد عنده، يقول: هذا معروف، ولانتشر هذا القرآن قبل نزوله على النبي -عليه الصلاة والسلام- بين العرب؛ لأنه يوجد من يقرأ التوراة ومن يقرأ الإنجيل ويترجم كورقة، والوقائع والحوادث والواقع يرد هذا الكلام، ويجعله لا أساس له، ولا حظ له من النظر البتة، يعني وإن قال به ناسٌ من الكبار من الأذكياء من العقلاء، من ... لكن العقل ماذا ينفع إذا تجرد عن الاتباع والتسليم؟