للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

هم ذكروا أقوال استندوا فيها إلى عقولهم، ولم يسلموا لما جاء عن الله -جل وعلا- بل حكموا عقولهم في النصوص ثم ألزموا بلوازم ثم التزموها ووصلوا إلى هذا الحد؛ لأنه إذا لزمت اللوازم، فإما أن يرجع صاحب القول أو يلتزم باللازم.

فقول أهل السنة في كلام الله -جل وعلا- أنه كلامه وقوله حقيقة بحرف وصوت، قديم النوع متجدد الآحاد، فالله -جل وعلا- تكلم في الأزل ويتكلم متى شاء إذا شاء كيف شاء، هذا قوله بحرف وصوت، والأشاعرة يقولون: المراد بالكلام المذكور في النصوص هو الكلام النفسي، يتلقاه جبريل من معدنه ويعبر به بأي لغةٍ تناسب القوم الذين ينزل عليهم وهو واحد، ويستدلون بكلام أو ببيت شعر للأخطل، ومعروف أن الأخطل نصراني والنصارى ضلوا في هذه الصفة، في صفة الكلام.

إن الكلام لفي الفؤادِ وإنما ... جعل اللسان على الفؤاد دليلا

إن الكلام لفي الفؤاد، يعني أصله ومنبعه من الفؤاد واللسان يعبر عنه، لكن هل يرتب على الكلام النفسي الذي في الفؤاد هل يرتب عليه أحكام؟ أحكام شرعية؟ حديث نفس لا يؤاخذ عليه الإنسان، وعفي للناس عن حديث النفس ما لم تتكلم أو تعلم، فحديث النفس لا شيء، ولذا لو طلق امرأته في نفسه هل يقع الطلاق أو لا يقع؟ ما يقع الطلاق حتى يتلفظ، لو قذف في نفسه يجلد وإلا ما يجلد؟ ما يجلد حتى يتكلم، فحديث النفس لا حكم له، ووجوده مثل عدمه، المقصود أن هناك فرقاً بين الكلام وبين حديث النفس وما يدور فيها.

طالب: حديث قدسي يا شيخ: ((. . . . . . . . . )).

<<  <  ج: ص:  >  >>