كتاب إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه

كتاب الصلاة - باب: صلاة الجمعة - ج: 1 - ص: 196

قالَ: " كانَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذا وصَلَ المسْجِدَ يومَ الجُمعةِ سلّمَ على مَنْ عندَ المِنْبَرِ، فإذا صعدَ المنْبرَ سلّمَ على الناسِ " (٢٩)، الأنصاريُّ هذا ضعَّفهُ ابنُ عدي، وابنُ حِبّانَ.

وقال مُجالِدٌ عن الشَّعْبيِّ: " كانَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذا صعِدَ المِنْبرَ يومَ الجُمعَةِ استقبلَ الناسَ وقالَ: السلامُ عليكُم " (٣٠)، وهذا مُرْسَلٌ رواهُ أبو بكر الأثرمُ.

عن السّائبِ بنِ يزيدَ، قالَ: " كانَ النداءُ يومَ الجُمُعَةِ أوّلُهُ إذا جلسَ الإمامُ على المِنْبَرِ على عهدِ رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، وأبي بكرٍ، وعمرَ، فلما كانَ عثمانُ وكثُرَ الناسُ، زادَ النداءَ الثالثَ على الزَّوراءِ، فثبت الأمرُ على ذلكَ "، رواهُ البخاريُّ (٣١).

عن الحَكَمِ بنِ حَزْنٍ الكُلَفِيِّ، قالَ: " شهدْنا الجُمعَةَ معَ رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فقامَ مُتَوَكِّئاً على عَصا أو قوسٍ. . الحديث " (٣٢) رواهُ أحمد، وأبو داود، وليسَ إسنادُهُ بالقوِيِّ، ولكنْ رُويَ من غيرِ هذا الوجهِ عن ابنِ مَسعودٍ، قالَ: " كانَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذا اسْتَوى على المِنْبَرِ اسْتَقْبلناهُ بوجوهِنا " (٣٣)، رواهُ الترمِذِيُّ، وقالَ: لا نعرفُهُ إلا من حديثِ محمدِ بنِ الفَضْلِ بنِ عَطيَّةَ، وهو ضعيفٌ ذاهبُ الحديثِ عند أصحابِنا.

ورَوى ابنُ ماجَةَ عن عَدِيِّ بنِ ثابتٍ عن أبيهِ، قالَ: " كانَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذا قامَ على المِنْبَرِ اسْتَقْبلَهُ أصحابُهُ بوجوهِهم " (٣٤).

ورواهُ أبو داود في المَراسيلِ عن عَديٍّ مُرْسَلاً.

---

(٢٩) حديث الوليد بن مسلم عن عيسى بن عبد الله الأنصاري، أخرجه البيهقي في الكبرى (٣/ ٢٠٥)، وأشار إلى ضعفه.
(٣٠) رواه أبو بكر الأثرم، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه عنه مرسلاً (٣/ ١٩٢) بإسناد صحيح، وعند ابن أبي شيبة نحوه عنه مرسلاً أيضاً (٢/ ١١٤).
(٣١) رواه البخاري (٦/ ٢١٤).
(٣٢) رواه أحمد (٤/ ٢١٢) وأبو داود (١/ ٢٥١) بالأصل: عن الحكم بن حزم وهو خطأ ظاهر، والتصحيح من أبي داود والبيهقي وغيره.
(٣٣) رواه الترمذي (٢/ ١٠).
(٣٤) رواه ابن ماجة (١١٣٦). قال البوصيري في الزوائد: رجال إسناده ثقات إلا أنه مرسل ورواية أبي داود في المرسيل عن عدي مرسلاً بنحوه كذلك (٩١).