يخلو من حالين، إما أن يكون الكلام صحيح أو خطأ، فإن كان خطأ تصبر وتحتسب، وهذا إفك، وسينزل الله -جل وعلا- وإن لم يكن قرآن لكن يقذف في قلوب الناس بيان صدقها وبراءتها، سوف يظهر للناس جلياً براءتها، لكن عليها أن تصبر وتحتسب، ولا تستسلم للضغوط، وإن كان صحيح يعني استجابت للمغريات، استجابت لإغراءات، وقد كانت عفيفة، إن كان صحيح وصورت هذه الصورة أيضاً لا تستجيب مرة ثانية، لأن الخطأ ما يعالج بخطأ، لا بد أن تتوب إلى الله -جل وعلا- وتصدق التوبة وتصبر وتحتسب على الآثار المترتبة على فعلتها السيئة، المقصود أن كلا الحالين لا يجوز لها أن تستجيب لمطامع هؤلاء الأشرار، فإن كانت صادقة سوف يظهر الله -جل وعلا- براءتها، كما برأ عائشة من فوق سبع سماوات، وإن كان وقع منها شيء من ذلك وتابت وأنابت إلى الله -جل وعلا- فالتوبة تجب ما قبلها، ولا تستجيب لمثل هذه الضغوط، على كل حال القصة فيها من الدروس والعبر ما لا يحتمله درس أو درسين أو ثلاثة، وهي في الوقت نفسه مصيبة بالنسبة لأم المؤمنين، ويحز في نفس كل مسلم أن يسمع مثل هذا الكلام في أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها وأرضاها-، فالحديث بتفصيله في البخاري لا شك أنه لا يطاق سماعه، الذي جاء في القرآن كلام إجمالي فصل في الأحاديث الصحيحة، فكيف بمن يقذفها الآن؟ وقد برأها الله -جل وعلا- من فوق سبع سماوات؟ هذا لا نزاع في كفره، لأنه مكذب لله -جل وعلا-، ما هي مسألة أحاديث، يقول: والله أحاديث أخبار فيها ما فيها، قد يقول مبتدع: أن هذه أحاديث أخبار، لكن ماذا عما في كتاب الله -جل وعلا-؟ لا أحد يتردد في أنه قطعي الثبوت، وفي الوقت نفسه هو قطعي الدلالة على براءتها، فالذي يقذفها بعد نزول براءتها لا شك في كفره، لا شك في كفره كفراً مخرجاً عن الملة، وأما الذين قذفوها في وقته عليه الصلاة والسلام قبل نزول براءتها فلا شك أنهم ارتكبوا أمراً عظيماً، وقذف محصنة -كما جاء في الحديث وصحته فيه كلام- يحبط عمل ستين سنة، يحبط عبادة ستين سنة، أي مؤمنة محصنة غافلة! فكيف بأمهات المؤمنين، كيف بعرضه عليه الصلاة والسلام! والله -جل وعلا- يقول:{وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ} [(٢٦) سورة النور]