للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول أيضاً: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ} [(٢٦) سورة النور] يعني: إذا قلت: أن عائشة خبيثة اقترفت فمعناه أنك قلت: أن النبي عليه الصلاة والسلام خبيث، حاشاه عليه الصلاة والسلام، فالأمر جد خطير في هذه المسألة وتفصيلها لا يطاق سماعه، لكن نمره كما جاء، والله المستعان، ومع ذلك نستفيد منه من الدروس والعبر بقدر ما يحتمله الوقت.

طالب: ما وجدته عائشة في نفسها .. علي رضي الله عنه هل كان له تأثير في معارضتها ... بالخلافة؟

الشيخ: علي -رضي الله عنه- لما استشاره النبي -عليه الصلاة والسلام-، الرجل ما وقع في القصة، ما وقع في الإفك، لكنه لما استشير أداه اجتهاده إلى أن يقول: "النساء غيرها كثير"، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- فيمن ادعت الرضاع بينهما: ((كيف وقد قيل؟ )) يعني من هذا الباب، وإلا فالبراءة نزلت، ليس لعلي ولا لأحدٍ، ولا لأي شخصٍ من الأشخاص، بل صار من مناقبها أنها حصلت لها هذه القصة، يعني بعد أن كانت مصيبة صارت من مناقبها -رضي الله تعالى عنها وأرضاها-، فليس لعلي ولا لغيره أن يقول أي كلام، ولا تردد في كونها من أمهات المؤمنات الطاهرات، علي -رضي الله عنه- من الورع بمكان، ما وقع فيما وقع فيه غيره، ومع ذلك أدى ما عليه من النصيحة حسب اجتهاده، ومع ذلك وقع فيها نفسها ما وقع، ولم تقل مع ذلك إلا الحق، في مرضه عليه الصلاة والسلام خرج إلى الصلاة يعتمد على أبي بكرٍ وآخر، تقول عائشة الآخر هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، لكن ما استطاعت أن تذكره باسمه بعد أن قال ما قال، ومع ذلك لما قيل لها: إن عثمان قتل فمن نبايع؟ قالت: علي -رضي الله عنه وأرضاه-، يعني ما منعها أن تقول الحق، وهكذا يجب أن يكون حال المسلم أن يكون قوالاً للحق في كل الظروف، ولا يقول الباطل تحت أي ظرف من الظروف.

وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في كتابه المخرج على الصحيح من وجهٍ آخر من حديث معمر عن الزهري، وفيه: قال: كنت عند الوليد بن عبد الملك، فقال: الذي تولى كبره، منهم علي بن أبي طالب؟ فقلت: لا ..

<<  <  ج: ص:  >  >>