وضعف الحديث مغنٍ عن كل تأويل والحمد لله، ومما يدل على ضعفه أيضاً وتوهينه من الكتاب قوله تعالى:{وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ} [(٧٣) سورة الإسراء] الآيتين ...
وإن كادوا، يعني أنهم لم يفعلوا، لم يفعلوا هذه الفتنة لكنهم قربوا منها.
فإنهما تردان الخبر الذي رووه؛ لأن الله تعالى ذكر أنهم كادوا يفتنونه حتى يفتري، وأنه لولا أن ثبته لكان يركن إليهم، فمضمون هذا ومفهومه أن الله تعالى عصمه من أن يفتري، وثبته حتى لم يركن إليهم قليلاً فكيف كثيراً؟ وهم يروون في أخبارهم الواهية أنه زاد على الركون والافتراء بمدح آلهتهم، وأنه قال -عليه الصلاة والسلام-: افتريت على الله وقلت: ما لم يقل، وهذا ضد مفهوم الآية، وهي تضعف الحديث لو صح، فكيف ولا صحة له؟
يعني تضعف متنه ولو صح إسناده؛ لأن النظر في التصحيح والتضعيف للإسناد والمتن، وقد يصح السند ويكون في درجة الصحة لكن الحديث معلول، أي فيه شذوذ ومخالفة.