روفس حكيم طبائعي خبير بصناعة الطب فِي وقته متصدر للتعليم والمعاناة للطب وَلَهُ فِي ذَلِكَ تصانيف وآراء إِلاَّ أنه كَانَ ضعيف النظر مدخول الأدلة وَكَانَ قديم العهد من مدينة أفسس قبل جالينوس ردّ عَلَيْهِ أكثر أقواله أرسطوطاليس فِي كتبه الطبيعيات وردّ عَلَيْهِ جالينوس أيضاً مثل ذَلِكَ وأقاموا الحجج الواضحة عَلَى غلطه والبراهين المحققة عَلَى خطأه وسهوه وَلَمْ تكن الصناعة تحققت فِي زمنه تحققها فِي زمن هذين الفاضلين وَلَهُ تصانيف كثيرة فِي الطب نقلت إِلَى العربية.
رَوْشَمْ المصري هَذَا الرجل كَانَ بمصر قبل الإسلام وهو قيم بعلوم الكيمياء وأصولها وتفضيلها وأحكام أمر تركيبها وإبانة الأدلة عَلَى وجودها وَلَهُ فِي ذَلِكَ كتب جليلة مشهورة عند علماء هَذَا النوع يتنافسون فِي تحصيلها والظفر بِهَا.
رزق الله المنجم النحاس المصري قال أبو الصلت أمية هو رجل يعرف برزق الله النحاس وَلَهُ فِي فروع النجامة بعض دربة وبتجرباتها بعض خبرة وهو شيخ أكثر المنجمين بمصر وكبيرهم الَّذِي علمهم السحر فجميعهم إِلَيْهِ منسوب وَفِي جريدته مكتوب وبفضله معترف وهو شيخ مطبوع يتطايب.
ومن حكاياته الظريفة عن نفسه قال سألتني امرأة مصرية أن أنظر لَهَا فِي مسألة تخصها فأخذت ارتفاع الشمس للوقت وحققت درجة الطالع والبيوت الاثني عشر ومراكز الكواكب ورسمت ذَلِكَ كله بَيْنَ يدي فِي تخت الحساب وجعلت أتكلم عَلَى بيت بيت منها عَلَى العادة وهي ساكتة فوجمت لذلك وأدركتني فترة وَكَانَتْ قَدْ ألقت إليّ درهماً قال فعاودت الكلام وقلت أرى عَلَيْكَ قطعاً من بيت مالك فاحتفظي واحترمي فقالت الآن أصبت وصدقت