جالينوس الحكيم الفليسوف الطبيعي اليوناني من أهل مدينة فرغاموس من أرض اليونانيين إمام الأطباء فِي عصره ورئيس الطبيعيين فِي وقته ومؤلف الكتب الجليلة فِي صناعة الطب وغيرها من علم الطبيعة وعلم البرهان وَقَدْ ضم جالينوس أسماء تآليفه فهرستاً يشتمل عَلَى عدة أوراق وذكر مرتبة قراءتها ونبه عَلَى طريق تعليمها وهي تزيد عَلَى مائة تأليف.
وقال أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي كَانَ جالينوس بعد المسيح بنحو مائتي سنة وبعد بقراط بنحو ستمائة سنة وبعد الإسكندر بنحو خمسمائة سنة ونيف ولا أعلم بعد أرسطوطاليس أعلم بالطبيعي من هذين الفاضلين أعني بقراط وجالينوس.
وقال ابن جلجل الأندلسي بلد جالينوس من بلاد آسيا شرقي قسطنطينية وَكَانَتْ مدينة جالينوس اسمها فرغميس ويقال فرغمين وَكَانَتْ موضع سجن الملوك وهنالك كانوا يسجنون من غضبوا عَلَيْهِ قال وجالينوس هَذَا كَانَ فِي دولة نيون قيصر وهو السادس من القياصرة الذين ملكوا رومية وطاف جالينوس البلاد وجالها وتنقل إِلَى مدينة رومية مرتين وسكنها وغزا مع ملكها لتدبير الجرحي وبرع فِي الطب والفلسفة وجميع العلوم الرياضية وهو ابن سبع عشرة سنة وأوفى وهو ابن أربع وعشرين سنة وجدد من علم بقراط وشرح كتبه مَا كَانَ قَدْ درس وفاق أهل زمانه وَكَانَتْ لَهُ بمدينة رومية مجالس مقامية خطب فِيهَا وأظهر من علمه بالتشريح مَا عرف بِهِ فضله وبان بِهِ علمه وَكَانَ أبوه ماسحاً لَمْ يكن فِي زمانه أعلم منه بعلم المساحة وَكَانَتْ الديانة النصرانية قَدْ ظهرت فِي أيامه فقيل لَهُ أن رجلاً قَدْ ظهر فِي آخر الدولة