للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقيمون فِي كل صقع منه مدة مَا تدعو الحاجة إِلَى مقامهم ويعالجون من فِيهِ ثُمَّ ينقلون إِلَى غيره ففعل سنان ذَلِكَ وانتهى أصحاب إِلَى سورا والغالب عَلَى أهلها اليهود فكنب سنان إِلَى الوزير علي بن عيسى يعرفه ورود كتب أصحابه عَلَيْهِ من السواد بأن اكثر من بسورا ونهر ملك يهود وانهم استأذنوا فِي المقام عليهم وعلاجهم أَوْ الانصراف عنهم إِلَى غيرهم وأنه لا يعلم بما يجيبهم بِهِ إذ كَانَ لا يعرف رأيه فِي أهل الذمة وأعلمه أن الرسم فِي بيمارستان الحضرة قَدْ جرى للملي والذمي فوقع الوزير توقيعاً نسخته فهمت مَا كتبت بِهِ أكرمك الله وَلَيْسَ بيننا خلاف فِي أن معالجه أهل الذمة والبهائم صواب ولكن الَّذِي يجيب تقديمه والعمل بِهِ معالجة الناس قبل البهائم والمسلمين قبل أهل الذمة فإذا فضل عن المسلمين مَا لا يحتاجون إِلَيْهِ صرف فِي الطبقة الَّتِي بعدهم فاعمل أكرمك الله عَلَى ذَلِكَ واكتب إِلَى أصحابك بِهِ ووصى بالتنقل فِي القرى والمواضع الَّتِي فِيهَا الوباء الكثيرة الأمراض الفاشية وإن لَمْ يجدوا بذرقة توقفوا عن المسير حَتَّى يصح لهم الطريق ويصلح السبيل فإنهم إذَا فعلوا هَذَا وفقوا إن شاء الله تعالى.

وفي سنة ست وثلاثمائة أشار سنان بن ثابت هَذَا عَلَى المقتدر بأن يتخذ بيمارستان ينسب إِلَيْهِ فأمره باتخاذه فاتخذه لَهُ فِي باب الشام وسماه البيمارستان المقتدري وأنفق عَلَيْهِ من ماله فِي كل شهر مائتي دينار.

وفي أول محرم سنة ست وثلاثمائة فتح سنان بن ثابت بيمارستان السيدة الَّذِي اتخذه لَهَا بسوق يحيى وجلس فِيهِ ورتب المتطببين وَكَانَتْ النفقة عَلَيْهِ فِي كل شهر ست مائة دينار عَلَى يدي يوسف بن يحيى المنجم لأن سناناً لَمْ يدخل يده فِي شيء من نفقات البيمارستان.

ولسنان تصانيف جيدة وَكَانَ قوياً فِي علم الهيئة وَلَهُ فِي ذَلِكَ أشياء ظاهرة تغني عن الإطالة بذكرها ومن تصانيفه مَا نقل من خط المحسن بن إبراهيم بن هلال الصابي.

رسالة فِي تاريخ ملوك السرياني. رسالة فِي الاستواء. رسالة إِلَى بجكم. رسالة إِلَى ابن رائق. رسالة إِلَى علي بن عيسى الوزير. الرسائل السلطانيات والإخوانيات. رسالة فِي النجوم. رسالة فِي شرح مذهب الصابئين. رسالة فِي قسمة أيام الجمعة عَلَى الكواكب السبعة كتبها إِلَى أبي إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي ورجل آخر. رسالة فِي الفرق بَيْنَ المترسل

<<  <   >  >>