للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاضلة وحكم مشهورة ومذاهب فِي الصفات قريبة من مذاهب فيثاغورس وأبيذقليس إِلاَّ أن لَهُ فِي شأن المعاد آراء ضعيفة بعيدة عن محض الفلسفة خارجة عن المذاهب المحققة.

وذكر بعض من لَهُ عناية بالتاريخ أن سقراط شامي وَكَانَ الغالب عَلَيْهِ الفلسفة والنسك والتأله لَمْ يكن لَهُ تآليف فِي الكتب ومات مقتولاً قتله ملك زمانه إذ زجره عن القبائح والفحشاء وَلَمْ يبن داراً ولا اتخذ سكناً وَكَانَ يأوي إِلَى دنّ وَكَانَ يشتمل بكساء وَلَمْ يتخذ لنفسه غيره ومر بِهِ ملك ناحيته فقال لَهُ الملك أنت عبد لي قال سقراط وأنت عبد لعبدي قال وكيف قال لأني رجل أملك شهوتي المردية وأنت لا تملك شهوتك فأنت عبد عبدي قال لَهُ الملك فما حملك عَلَى اتخاذ الدنّ قال لَهُ سقراط قطعت عن نفسي مؤونة كل دائر ودارس قال فإن انكسر الدنّ قال سقراط ثُمَّ المكان فانصرف الملك عنه ثُمَّ تكلم فِي أمره سراً مع خاصته وكانوا عَلَى المجوسية وَعَلَى عبادة النجوم فأشاروا عَلَيْهِ بقتله فبلغ سقراط ذَلِكَ فلم يزل عن مكانه وقال الموت لَيْسَ بشر ولكنه خير وحالة الإنسان بعد الموت أتم واخذ وأتى بِهِ الملك وشهد عَلَيْهِ سبعون شيخاً أنه أفسد القول فِي آلهتهم فأمر بِهِ إِلَى القتل فبكت زوجته فقال لَهَا مَا يبكيك قالت تقتل بلا حق قال لَهَا وإنما طلبت أن أقتل بحق وقال لَهُ بعض تلاميذه قيد لنا علمك فِي المصاحف قال مَا كنت العلم فِي جلود الضأن وقال لَهُ رجل مَا مَاهية الرب فقال القول فيما لا يحاط بِهِ جهل وسأله رجل الَّتِي خلق لَهَا العالم فقال مَا العلة جود الله.

وَكَانَ سقراط فِي زمن أفلاطون ولما أكثر سقراط عَلَى أهل بلده الموعظة وردهم إِلَى الالتزام بما تقتضيه الحكمة السياسية ونهاهم عن الخيالات الشعرية وحثهم عَلَى الامتناع عن اتباع الشعراء عز ذَلِكَ عَلَى أكابرهم وذوي الرئاسة منهم واجتمع عَلَى أذاه عند الملك والإغراء بِهِ أحد عشر قاض من قضاتهم فِي ذَلِكَ الزمن فتكلموا فِيهِ بما أفسد عَلَيْهِ قلب الملك وزينوا لَهُ قتله والراحة منه ميلوا لَهُ أنه بقي فِي دولته أفسدها وربما يخرج الملك بأقواله عن يده فقال الملك إن قتلته ظاهراً ساءت سمعتي واستجهلني أهل مملكتي والمجاورون لي فإن قدر الرجل لديهم كبير وذكره فِي الآفاق سائر فقالوا

<<  <   >  >>