للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأدرك الكثير البرقاني تلميذ أبي الحسن بن رضوان وقرأ عَلَيْهِ بعض كتب جالينوس ثُمَّ نصب نفسه لتدريس كتب المنطق جميعها وجميع كتب الفلسفة الطبيعية والإلهية وشرح بزعمه وفسر ولخص وَلَمْ يكن هنالك فِي تحصيله وتحقيقه بل كَانَ يكثر كلامه فيضل ويسرع فِي جوابه فيزل ولقد سألته أول لقائي لَهُ واجتماعي بِهِ عن مسائل استفتحت مباحثته بِهَا مما يمكن أن يفهمها من لَمْ يمتد فِي العلم باعه فأجاب عنها بما أبان عن تقصيره وأعرب عن سوء تصوره وفهمه وَكَانَ مثله فِي عظيم ادعائه وقصوره عن أيسر مَا هو متعاطيه كقول الشاعر:

يثمر للج عن ساقه ... ويغمره الموج فِي الساحل

وكما قال الآخر:

تمنيتم مائتي فارس ... فردكم فارس واحد

وَكَانَ سلامة هَذَا موجوداً فِي حدود سنة عشر وخمسمائة فغن الوقت الَّذِي دخل فِيهِ أبو الصلت إِلَى مصر هو ذَلِكَ الزمان.

<<  <   >  >>