للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ريقه ودرت عروقه وصرخ بسبي ولوح باسمي وَلَمْ يقضِ فِي حق الصناعة ولا رعي فِي حرمة الدراعة ونسبني إِلَى الغباء وقطع بأنني لَمْ أقرأ شيئاً من علوم القدماء وقال أنه لو قرأ العلم أن ابن بكش وهو من مشايخ الأطباء ويقول فِي كناشه أن فِي القلب نقطة منها تنبعث الحياة إِلَى البدن وأنا أقول للشيخ أعزه الله لقد استعجلت عَلَى عادتك وظننت أن ابن بكش هَذَا هو الناقل للكتب المدرس للطب وَلَمْ تعلم أن هَذَا ولد لَهُ ضرير محب للخمر كثير الغرام بالسكر وهو الَّذِي يقول فِيهِ ابن الخمار فِي مقالته فِي امتحان الأطباء أن الطب آل أمره ببغداد إِلَى أن صار من قاد ضريراً شهرين وَقَدْ فتح دكاناً وأرتسم بطب الأبدان وهذا ابن بك أبعد عن البيمارستان وتحامى طبه الناش لثلاث خصال لفساد عقله بمواصلة السكر ولارتعاش يده عن تأمل المجس ولامتناع بصره عند رؤية القوارير وهو صاحب الشكوك الَّتِي وقعت إِلَى الشيخ عَلَى مسائل حنين فقدم فِي صدرها خطبة ووضع لَهَا الأغلوطات ترجمة وأنا أدل الشيخ عَلَى جهله عَلَى شغف مولاي بِهِ فِي هَذَا الكناش يذكر فِيهِ الكلام عند الفطام أن الرجل ينقص ضلعاً عن المرأة وَلَمْ يعلم أن هَذَا لو صحت فِيهِ الرواية كَانَ فِي آدم دون سائر البشر فليس قول ابن بكش حجة فِي وجود نقطة طبيعية فهذا مَا انتهى إِلَيْهِ من الكلام خوفاً من التعرض لأسباب الملام وبإجابة مولاي عن فصول هَذِهِ المقالة وإقامته عَلَى مَا خالف فِيهِ المتقدمين البرهان والدلالة فرق بَيْنَ السديد الفاضل والناقص الجاهل فليتصفح الشيخ مَا أوردته تصفح ذوي الألباب ويجيب عن فصل فصل وباب باب ببراهين يزول معها الارتياب وليتحقق أن اللذة يمضغ الكلام لا تفي بغصة الجواب وأن لَنَا موقف حساب ومجمع ثواب وعقاب تتظلم فِيهِ المرضى إِلَى خالقهم ويطالبون الأطباء بالأغلاط القاضية بهلاكهم وأنهم لا يسامحون الشيخ كما سامحته بسبي ولا يغضون عنه

كما أغضيت عن ثلب عرضي فليكن من لقائهم عَلَى يقين ويتحقق أنهم لا يرضون منه إِلاَّ بالحق المبين والله يوفقنا وإياه للعمل بطاعته والتقرب إِلَيْهِ بابتغاء مرضاته وهو حسبي ونعم الوكيل. أغضيت عن ثلب عرضي فليكن من لقائهم عَلَى يقين ويتحقق أنهم لا يرضون منه إِلاَّ بالحق المبين والله يوفقنا وإياه للعمل بطاعته والتقرب إِلَيْهِ بابتغاء مرضاته وهو حسبي ونعم الوكيل.

وَقَدْ كَانَ ابن بطلان هَذَا أكبر أصحاب أبي الفرج بن الطيب البغدادي وَكَانَ أبو الفرج يجله ويعظمه ويقدمه عَلَى تلاميذه ويكرمه ومنه استفاد وبعلمه تخرج وَقَدْ رأيت مثال خط أبي الفرج لَهُ عَلَى كتاب ثمار البرهان من شرحه

<<  <   >  >>