العاص عَلَى نيل مصر مدينته المعروفة بقسطاط مصر فانسرب أهل مصر وغيرهم من العرب وغيرهم إِلَى سكناها فصارت قاعدة مصر من ذَلِكَ الوقت إِلَى اليوم ولهرمس هَذَا الَّذِي قدمنا ذكره كلام فِي صناعة الكيمياء يخرج فِيهَا إِلَى عمل الزجاج والغضار وقال المصريون أن اسقلبيادس الَّذِي يعظم أمره يونان كَانَ تلميذاً لهرمس المصري هَذَا وأنه رحل إِلَى مصر من بلاد يونان واستفاد منه مَا استفاد ثُمَّ عاد إِلَى بلاد يونان فزاده غرائب مَا أتى بِهِ من العلوم الَّتِي لا يعلمونها فعظموه وحكوا عنه حكايات فِيهَا شناعات واستحلالات تهويلاً لأمره وتعظيماً لقدره عَلَى مَا ورد بعضه فِي أخباره فِي حرف الألف.
وَلَهُ من التصانيف المأثورة عنه. كتاب عرض مفتاح النجوم الأول. كتاب مفتاح النجوم الثاني. كتاب تسيير الكواكب. كتاب قسمة تحويل سني المواليد عَلَى درجة درجة. كتاب المكتوم فِي أسرار النجوم المسمى قضيب الذهب ونقلت عن صحف هرمس المثلث بالحكمة نبذ هي من مقالته إِلَى تلميذه طاطي عَلَى سبيل سؤال وجواب بينهما وهي عَلَى غير نظام وولاه لأن الأصل كَانَ بالياً مفرقاً.
هلال بن إبراهيم بن زهرون أبو الحسين الصابي الحراني الطبيب نزيل بغداد وهذا هو والد أبي إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي الكاتب وَكَانَ هلال هَذَا طبيباً حاذقاً عاقلاً صالح العلاج متفنناً خدم الناس بصناعته وتقدم عند أجلاء بغداد وخالطهم بصناعته قال أبو إسحاق إبراهيم بن هلال هَذَا رأيت أبا الحسين والدي فِي يوم من أيام خدمته لتوزون وَقَدْ خلع عَلَيْهِ وحمله عَلَى بغل حسن بمركب ثقيل ووصله بخمسة آلاف درهم وهو مع ذَلِكَ مشغول القلب منقسم الفكر فقلت لَهُ مَا لي أراك يَا سيدي مهموماً ويجب أن تكون فِي مثل هَذَا اليوم مسروراً فقال يَا بني هَذَا الرجل يعني توزون جاهل يضع الأشياء فِي غير موضعها ولست أفرح بما يأتيني منه من جملة عن غير معرفة أتدري مَا سبب هَذِهِ الخلعة قلت لا قال سقيته دواء مسهلاً فجاف عَلَيْهِ وسحجه وقام عدة مجالس دماً عبيطا حَتَّى تداركته بما أزال ذَلِكَ عنه وكفى المحذور فِيهِ فاعتقد بجهله أن فِي خروج ذَلِكَ الدم صلاحاً لَهُ ولست آمن أن يستشعر فِي السوء من غير استحقاق فتلحقني منه الأذية وكذلك كَانَتْ حاله معه من بعد.