للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعضهم بالاختصار والتقريب كمحمد بن جابر التباني وأبي الريحان البيروني الخوارزمي مصنف كتاب القانون المسعودي ألفه المسعود بن محمود بن سبكتسكين وحذا إِلَيْهِ حذو بطليموس وكذلك كوشيار بن لبان الجيليّ فِي ويجه وإنما غاية العلماء بعد بطليموس الَّتِي يجرون إليها وثمرة عنايتهم الَّتِي يتنافسون فِيهَا فهم كتابه عَلَى مرتبته وإحكام جميع أجزائه عَلَى تدريجه ولا يعرف كتاب ألف فِي علم من العلوم قديمها وحديثها فاشتمل عَلَى جميع ذَلِكَ العلم وأحاط بأجزاء ذَلِكَ الفن غير ثلاثة كتب أحدها كتاب المجسطي هَذَا فِي علم هيئة الفلك وحركات النجوم والثاني كتاب أرسطوطاليس فِي علم صناعة المنطق والثالث كتاب سيبويه البصري فِي علم النحو العربي.

قال محمد بن إسحاق النديم فِي كتابه بطليموس صاحب كتاب المجسطي فِي أيام أذريانوس وأنطونيس الملكين المستوليين عَلَى مملكة يونان فِي زمانهما رصد الكواكب ولأحدهما عمل كتاب المجسطي وهو أول من عمل الاصطرلاب الكري والآلات النجومية وسطح الكرة والمقاييس وآلات الأرصاد ويقال رصد النجوم قبله جماعة منهم ابرخس وقيل أنه أستاذه وهو قول واهم فإن بَيْنَ الرصدين تسعمائة سنة وَكَانَ بطليموس أجل راصد وأتقن صانع لآلات الرصد والرصد لا يتم إِلاَّ بآلة والمبتدي بالرصد هو الصانع للآلة.

فأما كتاب المجسطي فهو ثلاثة عشر مقالة وأول من عُي بتفسيره وإخراجه إِلَى العربية يحيى بن خالد بن برمك وفسره لَهُ جماعة فلم يتقنوه وَلَمْ يرضَ بذلك فندب لتفسيره أبا حسان وسلمان صاحبا بيت الحكمة فأتقناه واجتهدا فِي تصحيحه بعد أن أحضرا النقلة المجودين فاختبر نقلهم وأخذ بأفصحه وأوضحه وَقَدْ قيل أن الحجاج بن مطر نقله أيضاً وَمَا نقله النبريزي وأصلح ثابت الكتاب كله بالنقل القديم غير مرضي ونقل إسحاق هَذَا الأول لأن إصلاحه الأول أجود.

ومما اشتهر من كتب بطليموس وخرج إِلَى العربية كتاب كتبه إِلَى سوري تلميذه نقله إبراهيم بن الصلت وأصلحه حنين بن إسحاق وفسر المقالة الأولى الطرقيوس وجمع المقالة الأولى ثابت وأخرج معانيها وفسره أيضاً عمر بن الفرحان وإبراهيم بن الصلت والتبريزي والبناني. كتاب المواليد. كتاب الحرب

<<  <   >  >>