أخبركم أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري، ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- ((قال: قال رجل لرسول الله: متى الساعة؟ قال: وما أعددت لها؟ فلم يذكر كثيراً إلا أنه يحب الله ورسوله. قال: فأنت مع من أحببت)) .
أنس بن مالك الكعبي أبو أمية، صحابي، آخر من روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثاً، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا تزوج البكر أقام عندها سبعاً، وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثاً)) . ودون هذين، ممن يسمي أنس بن مالك ثلاثة أخر، دون هذه الطبقة.
والقاضي أبو بكر الحيري -سبق ذكره- ويقال له أيضاً: الحرشي، نسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، نزلوا البصرة، ومنها تفرقوا.
وأبو العباس هو محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبد الأموي الأصم، اشتهر بهذه الصفة في الشرق والغرب، لحقه الصمم بعد عوده من الرحلة، فإن أباه رحل به إلى الشام، ومصر، والحجاز، والعراق بأسره، وسمعه من شيوخ وقته، وعاد إلى وطنه. وعمر دهراً مائة سنة، سمع منها الحديث ستاً وسبعين سنة، فأصابه هذا الصمم حتى أنه كان لا يسمع نهيق الحمار، وكان يقرأ للطلبة من لفظه. وانتهت إليه الرحلة من الأقطار، وأخذ عنه علماء الأمصار.
وكانت ولادته في سنة سبع وأربعين ومائتين. وتوفي في سنة ست وأربعين وثلاث مائة، رحمه الله.
وقد نسب إلى الصمم مالك الشاعر الأصم، حيث قال:
أصم عن الخنا أن قيل يوماً ... وفي غير الخنا ألفى سميعا