الحديث الثامن عشر من ((كتاب الأربعين في الزهد والرقائق والترغيب في أعمال البر)) من جمع الإمام العالم، أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد القشيري، الفقيه، الواعظ، المتكلم، مؤلف كتاب رسالة الصوفية. كان واعظاً حسن الوجه، حاضر الجواب، مليح الرد، ورد إلى بغداد، وقبله أهل بغداد، واستحسنوا وعظه، وحسن جوابه، ولطف خطابه. وذكره الخطيب في تاريخه، وأثنى عليه. وألف كتباً في طريق القوم من جملتها كتاب ((عيون الأجوبة في فحول الأسئلة)) ، وكتاب ((التحبير في علم التفسير)) . وأملى، وحدث، وسمع مشايخ زمانه. وكان مقدماً في بلده. مسموع الكلمة، ملحوظاً من الأعيان. ولم يزل هو وأولاده وأحفاده يبثون العلم، وينشرونه، ويملونه، ويدعون الناس إلى اتباع الشريعة، وسلوك طريقة السلف، إلى أن توفي -رحمه الله- في يوم الأحد عند طلوع الشمس السادس عشر من ربيع الآخر سنة خمس وستين وأربع مائة، رحمه الله.
أخبرنا حجة العرب أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق، أنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز ببغداد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: سألت أبا القاسم القشيري عن مولده، فقال: في ربيع الأول سنة ست وسبعين وثلاث مائة.
أخبرنا خطيب نيسابور أبو الفتوح عبد الرزاق بن أبي خلف عبد الرحمن بن أبي الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري -رحمه الله- بقراءتي عليه بتربة القشيرية ظاهر مدينة نيسابور. قال: أنبأني جدي أبو الأسعد، وهذا