وهذا الحديث لا يروى من طريق يصح إلا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وعنه علقمة بن وقاص، وعنه محمد بن إبراهيم التيمي. وقد رواه عن محمد بن إبراهيم التيمي خلق من الأيمة.
وقد تسمى بعمر بن الخطاب جماعة من الرواة من أتباع التابعين ومن بعدهم تبركاً باسمه -رضي الله عنه- نحواً من خمسة مذكورين في ((المتفق والمفترق)) لأبي بكر الخطيب، رحمه الله.
الحديث الثالث من ((كتاب الأربعين)) من جمع إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن ميويه، المجمع على إمامته وعلمه شرقاً وغرباً، المقر بفضله أهل الآفاق عجماً وعرباً. خرج من خراسان إلى بغداد، وسمع بها الحديث، وناظر العلماء، وتوجه إلى الحج وأقام بمكة والمدينة سنين ودرس وأفتى، فقيل له إمام الحرمين. وعاد إلى جوين، وهي ناحية من نواحي نيسابور، وكانت تعرف بكويان فعربت بجوين. وألف كتاب ((نهاية المطلب في دراية المذهب)) الذي لم يسبق إلى مثله، ولم يؤلف بعده مثله، إلى غير ذلك من تصانيفه، وكان الإمام أبو حامد الغزالي من تلامذته، ومعيد مدرسته، ولم يزل يدرس العلم، ويعبد الله محترماً مكرماً، ملحوظاً بعين الرعاية من الملوك والرؤساء، إلى أن توفي ليلة الأربعاء وقت، العشاء، الآخرة ليلة الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وكان مولده في الثامن عشر من المحرم سنة تسع عشرة وأربع مائة،