والحديث صحيح انفرد مسلم بإخراجه في صحيحه، فرواه في الأدب، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر، كلهم عن ابن عيينة، وفي لفظه أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((متى الساعة؟)) فوقع لنا بدلاً عالياً، ولله المنة.
الحديث الثالث والثلاثون، من ((كتاب الأربعين على مذهب المحققين من الصوفية)) جمع الإمام الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران، ومهران مولى معاوية بن جعفر بن أبي طالب. وأبو نعيم سبط الشيخ محمد بن يوسف البناء أحد مشايخ الصوفية. كان أبو نعيم الأصبهاني أحد حفاظ زمانه، رحل إلى بلاد خراسان، والعراق بلاد الجبل، وطاف البلاد، ودخل بغداد، ولم يذكره أبو بكر الخطيب في تاريخه، وهو شيخه، وقد رحل إليه، وسمع منه وروى عنه فأكثر. ومن جملة تصانيفه:((كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء)) و ((كتاب دلائل النبوة)) و ((كتاب معرفة الصحابة)) و ((كتاب المخرج على صحيح مسلم)) و ((كتاب تاريخ إصبهان)) وغير ذلك من التواليف المختصرة والأمالي الكثيرة، والرسائل إلى جماعة من الأيمة في المسائل. ولم يزل مواظباً على نشر العلم وبثه، إلى أن توفي -رحمه الله تعالى- في يوم الأحد، وقيل الاثنين الحادي والعشرين من المحرم سنة ثلاثين وأربع مائة. وكان مولده ليلة الثلاثاء لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وثلاث مائة، رضي الله عنه.
أخبرنا خطيب المسجد الأقصى أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن جميل المعافري،