الحديث الرابع عشر من ((كتاب الأربعين الصغير، في أربعين باباً من الأحكام)) من جمع الإمام الحافظ الفقيه، شيخ السنة أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي الخسروجردي، أوحد الأيمة الأعلام من فقهاء الإسلام، صاحب التواليف الكثيرة، والعلوم الغزيرة، فمن أعظمها قدراً وأبسطها ((كتاب المبسوط)) في علم الإمام الشافعي -رضي الله عنه- عشرون مجلداً، و ((كتاب السنن الكبير)) و ((كتاب السنن الصغير)) و ((كتاب معرفة السنن والآثار)) و ((كتاب الخلاف بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة)) ، و ((كتاب شعب الإيمان)) و ((كتاب الآداب)) و ((كتاب البعث والنشور)) و ((كتاب الاعتقاد)) و ((كتاب دلائل النبوة)) ، إلى غير ذلك من الأمالي، والرسائل، وانتشرت كتبه في الآفاق، ووقع على جودتها ومنفعتها الاتفاق، وكتبها العلماء والرحالة، وسمعوها، وافتخروا بتحصيلها. ولم يزل ملازماً لطريق السلف الصالح واتباع آثارهم، إلى أن توفي -رحمه الله- ببلدة خسروجرد، من عمل بيهق، من أعمال خراسان، في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وأربع مائة.
أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل البزاز بهراة، أنا أبو القاسم طاهر ابن محمد المستملي المعدل، أنا الإمام أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز، ثنا أحمد بن منصور المروزي، ثنا النضر بن شميل، أنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت عمرو بن ميمون، عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما حق الله على العباد؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئاً. قال: فما حقهم على الله إذا فعلوا ذلك؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: يغفر لهم، ولا يعذبهم)) .