الحديث الحادي عشر من ((كتاب الأربعين)) من جمع الإمام الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الجوزقي، أحد الحفاظ المبرزين، والعلماء المذكورين. ألف ((كتاب المتفق)) مرتباً على أبواب الفقه، وذكر فيه من الأحاديث في الأبواب ما اتفق عليه البخاري ومسلم. وجمع هذه الأربعين من مسموعاته في أربعين باباً من العلم. ولم يزل يسمع ويملي على طريقة جميلة، إلى أن توفي -رحمه الله- ليلة السبت لعشر بقين من شوال سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة بنيسابور، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.
أخبرتنا رقية، وتسمى ستيك بنت الحافظ أبي أحمد معمر بن عبد الواحد بن الفاخر بأصبهان، قالت: أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن الحسن البغدادي، قالت: أنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد أحمد بن محمد بن نعيم بن اشكاب العيار، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس الدغولي، ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الكريم العبدي، ثنا عبد الله بن عبد الملك، ثنا الأوزاعي، حدثني عمير بن هانئ، حدثني جنادة بن أبي أمية، حدثني عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من عمل)) .
أبو عثمان سعيد إنما قيل له العيار لأنه كان في ابتدائه يسلك مسلك الشطار، وقيل إن العيار اسم للأسد، ثم رجع إلى طريقة التصوف والسماع والرواية، وكان قد جاوز المائة.
والجوزقي منسوب إلى جوزق نيسابور. وجوزق هراة ينسب إليه أبو الفضل إسحاق ابن أحمد الجوزقي الهروي، سكن سمرقند.
والدغولي اسمه محمد بن عبد الرحمن بن شابور، أحد الأيمة، ودغول اسم رجل،