للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عالم بها وبقُلُبها، إن رأيت أن تسير إلى قليب منها قد عرفتها كثيرة الماء عذبة فتنزل عليها وتسبق القوم إليها وتغوّر ما سواها١، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيروا فإن الله تعالى قد وعدكم إحدى الطائفتين أنها لكم"، فوقع في قلوب الناس كثير الخوف، وكان فيهم شيء من تخاذل من تخويف الشيطان، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون مسابقين إلى الماء، وسار المشركون سراعاً يريدون الماء فأنزل الله عليهم في تلك الليلة مطراً واحداً، فكان على المشركين بلاءً شديداً منعهم أن يسيروا، وكان على المسلمين ديمة٢ خفيفة لَبَّد لهم المسير والمنزل، وكانت بطحاء دَهِسَة، فسبق


١ قصة مشورة الحباب أخرجها الحاكم في المستدرك ٣/ ٤٢٦- ٤٢٧، قال عنها الألباني في تعليقه على كتاب (فقه السيرة للغزالي ص:٢٤٠) : "وفي سنده من لم أعرفه، وقال عنها الذهبي في تلخيصه على المستدرك: "قلت: حديث منكر" ورواها ابن إسحاق بإسناد منقطع، (ابن هشام ١/ ٦٢٠) ، وبإسناد مرسل إلى عروة كما في دلائل البيهقي ٣/٣٥، والطبري في تاريخه، ٢/ ٤٤٠ من طريق سلمة بن الأبرش عن ابن إسحاق، وذكرها ابن كثير عن الأموي، انظر: السيرة النبوية لابن كثير، ٢/ ٤٠٢، بإسناد منقطع، وفيها الكلبي وهو متروك، وابن شاهين كما في الإصابة ١/ ٣٠٢ بإسناد ضعيف، وقد تتقوى إلى درجة الحسن لغيره كما قال باوزير في: مرويات غزوة بدر ص ١٦٤.
٢ الديمة: المطر الدائم في سكون. النهاية ٢/ ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>